محطات مفصلية في استهداف مخيم اليرموك واضعاف هويته الفلسطينية


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

تمر في مثل هذه الأيام، الذكرى السنوية السادسة للحملة العسكرية التي شنتها القوات النظامية التابعة للسلطات السورية بدعم روسي جوي على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، عاصمة الشتات الفلسطيني وأكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والتي امتدت بين نيسان/ إبريل  2018 وأيار/ مايو لنفس العام وانتهت بتدمير معظمه وتهجير سكانه.

وتحل هذه الذكرى بالتزامن مع حرب إبادة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة والتي تستمر للشهر السابع على التوالي، في مشهد متكرر من النكبات عانى منها الفلسطينيون منذ نكبتهم الأولى عام 1948 داخل فلسطين وفي طوقها.

وفي مثل هذه الفترة أيضاً، ولكن قبل 9 سنوات وبالتحديد في 30 من آذار/ مارس من العام 2015، الموافق لذكرى يوم الأرض الفلسطيني اغتال مسلحون مجهولون الناشط الفلسطيني يحيى حوراني (أبو صهيب)، أحد أبرز قادة العمل الإغاثي والإنساني في مخيم اليرموك بإطلاق النار عليه، وذلك إبان الفترة التي كانت تشهد معارك مسلحة وحصاراً مطبقاً على اليرموك ومحيطه.

  “اغتيال يحيى حوراني مثل نقطة تحول في مستقبل الوجود الفلسطيني في مخيم اليرموك، وما ستؤول إليه الأوضاع على ثلاثة مستويات رئيسية.

 المستوى الأول:

هو المستوى العسكري، حيث مثل اغتيال الحوراني وعشرات النشطاء الفلسطينيين،  وعدد من قادة الصف الثاني في فصائل فلسطينية داخل مخيم اليرموك، خلال الفترة الممتدة من نيسان/ إبريل 2013 حتى نهاية عام 2015، الفاتحة لتغيير خارطة السيطرة العسكرية على المخيم، وتهيئة الظروف من جهات عديدة يرجح أن جهات تابعة للأجهزة الأمنية السورية وإيران وربما إسرائيل من بينها لتسهيل سيطرة تنظيم داعش على المخيم تدريجياً قبيل احتلال المخيم كلياً، في وقت لاحق مطلع نيسان / إبريل من العام نفسه أي في أعقاب اغتيال الحوراني، وهو ما يهدف بالضرورة لدى تلك الجهات لإيجاد مسوغ وتبرير قوي لتدمير عاصمة الشتات الفلسطيني أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتهجير سكانه كلياً في وقت لاحق.

المستوى الثاني:

هو المستوى الإغاثي والإنساني، وهو منسجم مع المستوى الأول ويكمله، حيث كان مخيم اليرموك يرزح تحت حصار تام من قبل القوات النظامية السورية، وهو الحصار الذي بدأ في كانون ثاني/ ديسمبر 2012 كحصار جزئي، ومن ثم تحول لحصار تام في نيسان/ أبريل 2013 واستمر حتى أيار/ مايو 2018، عام تدمير المخيم وتهجير سكانه كلياً من قبل السلطات السورية وبدعم جوي وأرضي روسي، حيث يمثل اغتيال الناشطين الإغاثيين والإعلاميين والعاملين في القطاع الطبي والتعليمي من أمثال أبو صهيب الذين عملوا على تثبيت صمود السكان داخل المخيم يمثل رسالة شديدة اللهجة للسكان بالإخلاء وتجريدهم من مقومات صمودهم والأشخاص القائمين عليها، وهي الوسيلة التي استخدمت من قبل أعداء الشعب الفلسطيني لتهجيرهم من مخيماتهم في سوريا ضمن مخطط تهجير قسري جديد يكمل نكبة 1948 وينسجم مع تهجير السوريين وذلك انتقاما وعقابا على وقوفهم مع الثورة السورية.

المستوى الثالث:

هو الرمزي الفلسطيني وعلاقة رمزية المخيم بالقضية والذاكرة الفلسطينية الجمعية، نظرا لتاريخه النضالي وباعتباره عاصمة الشتات الفلسطيني وأكبر مخيمات الفلسطينيين والشاهد والشريك بأبنائه في مختلف مراحل الكفاح المسلح والثورة الفلسطينية، إذ يمكن اعتبار هذا اليوم الذي اغتيل فيه الحوراني رمزياً ومعنوياً هو آخر يوم أرض للفلسطينيين في المخيم،  وسيكونون هم فيه أصحاب القرار والحافظين لهويته قبل تجريده منها وقبيل احتلاله من تنظيم داعش وطرد القوى الفلسطينية الداعمة للحراك الشعبي والنشطاء والهيئات العاملة منه بتسهيل وقرار ضمني من الأجهزة الأمنية السورية.

 كما اعتبر البعض أن المخيم جرد من هويته الفلسطينية كلياً في تلك الفترة من قبل القوى التي تشغل داعش وحلفائها، والدليل على ذلك أن تنظيم الدولة منع رفع العلم الفلسطيني وإحياء اي نشاط فلسطيني خلال سيطرتها على المخيم وليس فقط حاربت الثائرين داخل اليرموك، كما أنه تم ألغاء خصوصية اليرموك قبيل وبعيد استعادة السيطرة عليه، بدءا بحل بلدية اليرموك في تشرين ثاني/ نوفمبر العام 2018 وتكليف محافظة دمشق بمسؤولية البلدية مباشرة، مروراً بتدميره الممنهج بالقصف الجوي وبدعم روسي.

 وأخيرا وليس آخراً بتحويل اسمه من مخيم اليرموك إلى حي اليرموك وجعله تابعاً لمحافظة دمشق مباشرة كحي من أحياء دمشق دون احترام خصوصيته الفلسطينية.

وبالربط مع ما تقدم، ولوضع جريمة اغتيال الحوراني في سياقها التاريخي المرتبط بحملة تدمير المخيم المشار إليها في المقدمة، يمكن القول إن أحداثاً فارقة عديدة وهي في غالبها تواريخ وحوادث متتابعة وحاسمة وقعت داخل مخيم اليرموك منذ العام 2012 ومثلت الأساس الذي أتضح لاحقاً أن السلطات السورية بنت عليها المخطط لتهجير الفلسطينيين من سوريا ومخيماتهم وتدمير مجتمعهم بعد ارتكاب عناصر جريمة الإبادة الجماعية بحقهم، أبرز تلك المحطات:

1- مجزرة الخالصة التي أعقبت تسهيل وصول المراهقين والفتية الفلسطينيين إلى حدود الجولان المحتل في ذكرى نكسة حزيران 2011 وتركهم ليلاقوا مصيرا هو الموت، ومجزرة قتل جماعي للفتية العزل على مرأى ومسمع ضباط الجيش النظامي ومقاتلي الجبهة الشعبية القيادة العامة، حيث كان جنود الاحتلال وقناصته بانتظار الفتية من الجهة المقابلة في الأراضي المحتلة وارتكبوا مقتلة ضدهم أسفرت عن استشهاد العشرات معظمهم يقل عمرهم عن 21 عاماً،  و هو ما أجج الغضب لدى ذوي الشهداء خلال التشييع في اليوم التالي حيث ايقنوا أن النظام هو من ساق ابناءهم للموت بدلاً من مواجهة يفترض أن تكون مسلحة بينه وبين إسرائيل.

 وبعد تلك الحادثة تأجج الغضب داخل المخيم خلال تشييع الشهداء وأسفر ذلك عن أحداث الخالصة (مبنى الخالصة هو مقر قيادة فصيل الجبهة الشعبية القيادة العامة- التابع لأحمد جبريل) غربي اليرموك) وسقط على إثر الاشتباكات عدد من القتلى المدنيين برصاص الجبهة، وهو ما مثل رسالة مبطنة لفلسطينيي سوريا بأن الأيام التالية سيكون عبؤها ثقيلا من جهة التلاعب بهم والمتاجرة بقضيتهم أمام “إسرائيل” والمجتمع الدولي للتغطية على جرائمه ضد الحراك الشعبي وضمان بقائه في السلطة.

2– مجزرة الميغ والتي ارتكبتها الطائرات التابعة للجيش السوري النظامي، قبيل ظهر يوم الخميس 16 كانون الثاني/ ديسمبر 2012، والتي أسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين النازحين داخل مسجد الشهيد عبد القادر الحسيني والتي تحمل رسالتين رمزية تتمثل باستهداف المسجد الذي يحمل اسم أحد مجاهدي فلسطين التاريخيين قبيل نكبة فلسطين، والثانية عملياتية لتكون الدعوة المباشرة لأهالي المخيم وعموم فلسطينيين سوريا بأن ارتباطهم بالمخيمات وبالأرض السورية قد جاء الوقت لوضع حد له تحت ذريعة مواجهة المعارضة التي داخل المخيم.

3- “نكبة اليرموك” وهو اليوم التالي لمجزرة الميغ، أي 17 كانون الثاني/ ديسمبر 2012، والذي شهد خروج آلاف الفلسطينيين والسوريين من مخيم اليرموك، في مشهد يعيد للأذهان مشاهد نكبة فلسطين ونزوح الفلسطينيين جماعياً عن وطنهم الأم بفعل المجازر الصهيونية بحقهم.

4- مجزرة التجويع والإغلاق التام للمخيم، والتي شرعت بها الأجهزة الأمنية السورية اعتباراً من نيسان/ إبريل 2013 عندما أغلقت كل مداخل ومخارج المخيم المؤدية للعاصمة دمشق ومدخله الرئيسي شمال المخيم بصورة نهائية،  وقطعت عنه كل مقومات الحياة نهائيا وتلك خطوة سبقها حصار جزئي، وهو ما أدى لاستشهاد أكثر من 200 شخص وفقاً لمصادر حقوقية متقاطعة نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية ومقومات للحياة حتى نهاية العام 2015 إضافة إلى إصابة المئات بسوء التغذية والأمراض بسبب اعتمادهم على نبتة رجل العصفورة وغيرها من المواد غير الصالحة للأكل لحماية أنفسهم من الموت جوعاً.

5- نقض الأمن السوري كل مواثيقه واتفاقياته مع الفصائل والقوى العسكرية والمدنية والأهلية داخل المخيم وهي 10 اتفاقيات مختومة وموقعة من الأطراف كافة بما فيها ضباط الأمن السوري من الفترة بين 2013 لغاية 2015، وآخرها خرق الهدنة العاشرة التي اتفق عليها في ال20 من آذار/ مارس 2015 عقب قتل قناصة الأجهزة الأمنية السورية الشابة الفلسطينية “سارة عودة” خلال اصطفافها في طابور تسلم المساعدات الغذائية مع مئات المدنيين في شارع فلسطين، وسمي باليوم الأسود للمخيم، حيث أدرك الأهالي حينها أن لا مجال لأي تسوية إطلاقا مع السلطات السورية رغم أنها سمحت بتوزيع المساعدات التي تقدمها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لبضعة أيام قبل خرق الاتفاق، وتم التوزيع من خلال طريق يؤدي إلى شارع فلسطين قبالة بلدية اليرموك التي تسيطر عليها الأجهزة الأمنية السورية ولجان شارع نسرين وقوات الدفاع الوطني، وهي أي البلدية النقطة التي تشير مصادر محلية متقاطعة وناشطون وشاهدو عيان إلى أن إطلاق النار على سارة والمدنيين جاء منها، مع الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الأمن السوري الرصاص أو تقصف المدنيين أثناء تجمهرهم لتسلم المساعدات في المخيم بل جرى ذلك مرات كثيرة عند مدخل المخيم من جهة شارع راما شمالاً،  لكن الاتفاق الأخير الذي تم نكثه كان يعد الأفضل بينها والأقرب للتحقق التام قبيل انهياره.

6- تاريخ اكتمال الاغتيالات الحاسمة والمؤثرة داخل المخيم باغتيال الناشط يحيى الحوراني في يوم 30 من آذار / مارس 2015، ويشار مرة أخرى إلى ان اغتيال الحوراني كانت له أبعاد داخلية خارجية وفلسطينية وعربية إذ يختلف نسبياً عن الاغتيالات السابقة لشخصيات ناشطة وفاعلة رغم أهميتها جميعاً ودورها الكبير باعتباره محسوب على حركة حماس، وكذلك على المستويين العسكري والانساني إذ كانت عملية اغتياله حاسمة للغاية على مصير اليرموك وربما كل فلسطينيي سوريا وعلى سؤال احتمالية البقاء من عدمه داخل مخيماتهم، ومثل اغتياله قتل العمل الإغاثي والاجتماعي بصورة شبه كاملة داخل اليرموك كما مهد للمرحلة التالية وهي الانقضاض داخلياً على المخيم وبدء الحسم العسكري ضد القوى الفلسطينية المعارضة والمناصرة للثورة من قبل داعش وخارجياً من قبل الأجهزة الأمنية السورية.

7- تسهيل جبهة النصرة لتنظيم داعش قتال فصيل أكناف بيت المقدس الفلسطيني وطرده من المخيم في اعقاب انهيار اتفاق الهدنة الأخير في الفترة الواقعة مطلع نيسان / أبريل 2015، حيث كانت الجبهة ترفض الاتفاق وتسعى هي الأخرى لعرقلته لكنها كانت تتقاسم النفوذ والقوة داخل المخيم مع الأكناف ولم تستطع حسم السيطرة ألا بتحالفها مع داعش، وتم إخراج الاكناف بعد معارك  ضارية واشتباكات عنيفة، إما من خلال دفع مقاتليه لتسوية أوضاعهم مع السلطات السورية، أو من خلال دفعهم للخروج باتجاه بلدات جنوب دمشق بعد التسوية مع القوات السورية وهي البلدات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة وفصائل الجيش الحر (يلدا وببيلا وبيت سحم). ومع توقف القتال وحسم المعركة أصبحت جبهة النصرة هي الحاكم في المخيم غير أن قادتها كانوا مبايعين للتنظيم، في حين انسحب مقاتلو داعش إلى حي الحجر الأسود معقلهم الرئيس في جنوب دمشق.

8– اغتيال مسؤول هيئة فلسطين الخيرية في المخيم أبو معاذ الشرعان يوم 12 تموز / يوليو 2015 وهو أول اغتيال لناشط بقي داخل المخيم بعد سيطرة داعش والنصرة على اليرموك، حيث تم إطلاق النار عليه أثناء خروجه مم صلاة التراويح في مسجد عبد القادر الحسيني

9- احتلال داعش عسكرياً للمخيم مجدداً في حزيران يونيو 2016 وذلك بعد خلافات وتوترات حادة بينها وبين جبهة النصرة أدت لفك التحالف ببنهما واقتتالهما داخل المخيم وفي محيطه أفضت إلى سيطرة التنظيم على معظم مساحة مخيم وحصره الجبهة في القطاع الغربي لليرموك قبيل تهجير مقاتليها للشمال السوري في العام 2018، ويرجح أن تسهيلات من الأجهزة الأمنية السورية ومليشيات شيعية في جهة حي سبنية والمناطق التي تسيطر عليها بريف دمشق والسيدة زينب جرت لتسهيل اقتحام داعش وسيطرته على اليرموك في المرتين 2015 ضد الأكناف مع إبقائه السيطرة الامنية والعسكرية لحليفته النصرة و2016 ضد النصرة بعد انفكاك التحالف ببنهما، حيث فرض التنظيم أجندته داخل المخيم بصورة قسرية على السكان وتسبب بتهجير المئات وفرار من تبقى من ناشطين مدنيين بصورة كلية نحو بلدات جنوب دمشق (يلدا ببيلا وبيت سحم)، وتكشف تورطهم بدخول داعش للمخيم لاحقا من خلال توثيق تحقيقات وتقارير لصحفيين تتحدث عن  صفقات عقدت بين داعش والميليشيات لبيع نحاس كابلات الكهرباء المسروقة في مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق لقوات الأمن السوري، وكذلك من خلال السماح لمقاتلي داعش وقادتهم ونسائهم بتلقي العلاج في مستشفى المهايني بدمشق وبالخروج والدخول بأريحية من خلال حواجزه مع العاصمة ومع السيدة زينب.

10– ثم حملة التدمير الممنهجة والختامية للمخيم بدءا من نيسان/ إبريل 2018 ولغاية أيار / مايو 2018 من قبل القوات السورية مدعومة بروسيا، حيث أخضع اليرموك لتدمير ممنهج لبنيته التحتية بمدارسه وجوامعه ومعاهده ومكتباته ومؤسساته والمراكز الحيوية ومراكز العمل الأهلي والمجتمعي ومقبرتيه وبينهما مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية (المقبرة القديمة) التي فيها العشرات من قادة المقاومة الفلسطينية، وكل ذلك بذريعة مخاربة داعش وانتهى الأمر بتفريغ المخيم وسقوط مئات الضحايا من المدنيين.

ويشار إلى أن تدمير المقبرتين من قبل قوات الأمن السوري وروسيا كان له عظيم الاثر في إضعاف هوية اليرموك الوطنية وفصل المكان عن تاريخه النضالي وذاكرته، يضاف إلى ذلك ورود تقارير تفيد بتعاون روسيا والنظام مع جهات إسرائيلية عسكرية وأمنية والسماح لهم بنبش مقبرة الشهداء القديمة التي دمروها بالقصف بحثاً عن رفات جنود إسرائيليين قتلتهم المقاومة الفلسطينية في معارك بلبنان ويزعم أنها تدفن رفاتهم من باب التمويه داخل المقبرة منذ عقود مضت لاستخدام رفاتهم في صفقات تبادل للأسرى عندما تسنح الفرصة.

11- “التعفيش” واستباحة كل ما تبقى في المخيم من ممتلكات من قبل القوات السورية النظامية واللجان المنية التابعة لها التي كانت فيما سبق تقصف المخيم وتحاصره، وسرقة المخيم بشكل ممنهج يعطي رسالة للسكان ألا شيئا من مقومات الحياة متوفر بما فيها أسلاك الكهرباء وصنابير الماء والممتلكات الخاصة داخل البيوت وبصورة ممنهجة.

12-إصدار حزمة قرارات وتشريعات وقوانين من قبل الحكومة السورية من شأنها العبث بهوية المخيم وتقييد عودة السكان وإلغاء رمزيته كعاصمة للجوء الفلسطيني مثل إطلاق اسم حي اليرموك عليه بدل مخيم اليرموك وازالة اي رموز فلسطينية او اعلام فلسطينية من على مداخله وشوارعه الرئيسية، فضلا عن حل بلدية اليرموك وجعل المخيم تابعا بصورة مباشرة لمحافظة دمشق دون مراعاة خصوصيته وتقييد عودة الأونروا للعمل بداخله رغم مرور سنوات على استعادة السيطرة عليه وعرقلة عودة السكان وإخضاعهم لشروط معقدة للعودة منها ما هو قانوني وأمني حيث عاد جزء بسيط من السكان فبما البقية معظمهم نازحون أو اضطروا للجوء نحو دول بعيدة هرباً خوفاً من الملحقات والاعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية.

وفي ذكرى الحملة على اليرموك ويوم الأرض الفلسطيني واغتيال يحيى حوراني، يمكن القول إن كل تلك الأحداث الفارقة هي سلسلة تاريخية لمحددات ترسم معالم صورة مبسطة عن كارثة ومأساة أعمق، لم تنته بعد في مخيم اليرموك وعموم مخيمات الفلسطينيين في سوريا، وما هي إلا العناوين الرئيسية التي تتكامل مع التفاصيل الموجعة لقصص أبناء المخيم وفلسطينيي سوريا، لتسهم معا في بناء السردية السورية الفلسطينية التي تحكي قصة اغتيال المخيم واللاجئين الفلسطينيين وتتكامل مع قصة الشعب الفلسطيني ككل و المخيمات الفلسطينية التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي ويدمرها في قطاع غزة الجريح.

عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: أشرف السهلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *