وصية شهيد


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

شوفوا هاي الوصيّة، منيح. هاي وصيّة إنسان، ما بعرف الموت، ولا رايح ع الموت ولا بدّه الموت. شوفوا الوصية منيح، بتلاقوا فيها وصيّة حياة أبدية. هذا شاب، ما بقدر حتّى يفكّر بالموت لدرجة لمّا كتب وصية، كتبها بمفاهيم الحياة، مشاعر الحياة، ومخاوف الحياة:

أولًا الوحدة، مشكلة الأحياء. الوحدة، أزمة الأحياء وكابوس الفرد. الوحدة، تدفع ودفعت كثير من الأحياء للانتحار خوفًا منها ومن الحياة معها.

ثانيًا، البرد ألم المفاصل القاتل. الجثّة لمّا تموت، بتصير باردة، زرقا، ببطّل الدم الدافي يمشي فيها، وحرارة الإنسان بتبطّل موجودة. فش حرارة بالجثث.  الجثث بتبطّل تحس بالبرد، الموت هو الصيغة الأكثر تطرفًا من البرد. الموت، هو البرد الأبدي.

ثالثًا، الأسوارة. الكفن يا حبيبي فش فيه جيوب.

رابعًا، الخوف من الغياب. وشو ممكن الإنسان يقول، عن وصيّة واحد مكتوب فيها إنه بدّه يضل ؟ كيف ممكن الوصية تطالب بالبقاء ؟ كيف ممكن تكتب في وصيتك إنك بدك حساباتك تضل موجودة، وينزل عليها أشياء، عشان ما حدا تنتسى ؟

وخامسًا، الأطفال. من وينتا الوصية، اللي المفروض تكون نهاية القصة، بتطالب يكون فيها أطفال ؟ ولادة، مستقبل، حياة، خطوات وبداية واستمرار.

أمّا سادسًا، فهو كلمة “عادي”…

ولا شيء عادي هون يا حبيبي. يمكن من كُل الأدب، والروايات والمسرحيات والموسيقى والشعارات، لا شيء عبّر عن حبنا للحياة قد هاي الوصية. فش شيء، بالعالم، ممكن يوصف شو يعني حُب الحياة، قد وصية كُتبت لمقبل على الحياة، برمزية الموت.

شو بدّك تكتب تتكتب عن وصية الحياة ؟ ولا إشي، غير تضلكم تشوفوا، كيف إنّه هاي الأطفال ما بتعرف شو يعني موت. هاي الأطفال، الشباب، بتلاقي الموت بطريقها وهي تدوّر ع الحياة ع صورة وحش، وما بتوقّف عن طريق الحياة ولا لحظة. آه آه، هو نازل يدوّر ع الحياة، رغم إنّه عارف حقيقة وجود الوحش بالطريق، وما ردعه.

هذه أرواح لا تعرف الموت، هذه أرواح تحارب الموت…

وإنت، يا حبيبنا، أفضل من وضّح للعالم معنى مقولة البحث عن الحياة، حتّى في الموت. الشهداء لا يعرفون الموت، صحيح، لو بعرفوا الموت كان ما بموتوا. فعلًا، هؤولاء ملائكة، بيننا، لا يعرفون إلّا الحياة.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: رازي نابلسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *