لقد خسرنا مايكل هدسون! وخسر معنا حقل الدراسات العربية في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي علماً وعالماً ترك بصماته على فلسفة دراسة الحقل وعلى جيل كامل من العلماء في هذا التخصص، فقاوم الاستشراق في عاصمة الغرب  طوال اكثر من ثلاثين عاماً في مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون الذي أسسه بالتعاون مع هشام شرابي، وأعطى بعداً موضوعياً متزناً لدراسة العالم العربي منذ أول كتاب نشره عام ١٩٦٨ عن لبنان، والذي كان فيه قلقاً فتنبأ بمستقبل عاصف للجمهورية اللبنانية وبقي كتابه “الجمهورية الهشة والتحديث السياسي في لبنان” مرجعاً مهماً حتى يومنا هذا. The Precarious Republic: Political Modernization in Lebanon

يقول عنه اسعد ابو خليل “هذا رجل أبيض كان أكثر اعتناقاً وممارسةً للقوميّة العربية من أبناء جلدتنا.”

كان آخر لقاء شخصي لي معه عام 2015 في جامعة سنغافورة عندما دعاني لأتحدث في المؤتمر الذي كان يعده في معهد داسات الشرق الاوسط الذي كان يديره هناك حول آفاق التنمية في العالم العربي بعد ثورات الربيع العربي. عملنا عام ٢٠١٧ على امكانية بدأه رحلة علمية جديدة كأستاذ زائر الا أن صحته لم تكن تساعده كثيراً. وكان لي شرف ظهور اسمه على كتابي “ثورات غير مكتملة” والذي نشر بتوقيع هدسون عليه بقوله: “Ibrahim Fraihat’s book .. breaks new grounds by tackling the post-uprising transitions and reconciliation .. I highly recommend it for students of conflict resolution, democratic transitions, and Middle East politics.”

ستبقى كلماتك الجميلة وذكراك الطيبة تعشعش فينا وسنفتقدك ايها الرجل الطيب. رحمك الله يا مايكل هدسون وتغمدك بواسع رحمته. لروحك السلام….

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *