في ذكرى راشيل كوري


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

لقيت المواطنة الأمريكية “راشيل كوري” حتفها حين وقفت بكل شجاعة أمام جرافة إسرائيلية (صناعة أمريكية) كانت تهم بهدم منـزل يأوي أسرة فلسطينية في رفح.. أرادت أن تدافع عن حق الفلسطيني في الحياة.. أما السائق المشبّع بثقافة القتل والكراهية فقد ظل مصمما على إكمال جريمته؛ فألقى بطنٍ من الفولاذ الصلب فوق لحمها الطري..
وفي 27-8-2012 أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما يبرئ قتلة راشيل كوري، وبذلك تكون راشيل قد فضحت الاحتلال مرتين؛ في الأولى أظهرت للعالم تعسف الاحتلال وبطشه وممارساته اللاإنسانية، وأبرزت بكل جلاء مدى الظلم والأذى الذي يتعرض له المدنيون الفلسطينيون، وسلطت الضوء على معاناة أهلنا في غزة. وفي المرة الثانية فضحت راشيل ما يسمى بعدالة القضاء الإسرائيلي، وعرّت إسرائيل من ثوبها الزائف، حين بيّنت أن جريمة القاتل لم تكن فردية؛ فقد تبنت حكومة إسرائيل فعلته الشنعاء.
لكن راشيل لم تكتفي بفضح ما يسمى استقلال القضاء في إسرائيل؛ فقد فضحت أيضا ما ظلت أمريكا تفاخر به أمام العالم: أنها تحمي مواطنيها في الخارج، وتجيّش الأساطيل لحماية كرامة الأمريكي.. فها هو جيش الاحتلال يقتل مواطنة أمريكية بدم بارد، فيما يُـبرأ قاتلها بحكم محكمة.. والخارجية الأمريكية تلوذ بصمت العار ..
وبعد استشهادها بثلاثة أسابيع تبعها رفيقها المتضامن البريطاني “توم هنرو”، الذي لم يكمل عامه الثالث والعشرين؛ حين قصفت مدفعية إسرائيلية ساحة ملعب يتواجد فيه عددٌ من الأطفال في رفح أيضا، فما كان منهم إلا أن فرّوا مسرعين باستثناء طفلين جمّد الخوف عروقهما وشلّ الرعب أطرافهما فقدم “توم” لمساعدتهما على الهرب، ولكن القذيفة كانت له بالمرصاد فقُتل على الفور.
وفي نفس الفترة في جنين أُصيب المتضامن الأمريكي “براين إيفي” برصاصة في وجهه، فقد على إثرها معالم وجهه بالكامل، وكان قبلها المتضامن الأمريكي “كريستين أندرسون” قد تعرض لرصاصة مطاطية في عينه وفي “نِعْلين” في آب 2009 تسببت له بحالة موت سريري.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: عبد الغني سلامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *