سليم البيك يتأمّل في راهن الفيلم الفلسطيني
الخريف الماضي، صدرت نسخة جديدة من “فلسطين في السينما”، لمؤلّفيه وليد شميط وغي هينبل، الصادر أصلاً عام 1978. نسّق سليم البيك إعادة إصدارها، وأشرف عليها، بعد تحرير الكتاب، الصادرة طبعته المنقّحة هذه عن “المؤسّسة العربية للدراسات والنشر” في عمّان.
في مشروعٍ يتناول السينما الفلسطينية، يُلحِق البيك الكتاب الأول، بآخر من تأليفه، بعنوان “تأمّلات في الفيلم الفلسطيني”، الصادر عن “المؤسّسة العربية” أيضاً. أول عمل نقدي له بعد أعمال أدبية، يقدّم قراءة للسينما الفلسطينية في المرحلة الراهنة، بانياً إياها على سلسلة مقالات في السينما نفسها، منشورة سابقاً في صحيفة “القدس العربي”.
يتألّف الكتاب من 3 أقسام: نقاشات، قراءات، مقابلة. في المقدّمة، كتب البيك: “لا أحاول، في هذا الكتاب، الإجابة عن أي سؤال يتعلّق بالسينما الفلسطينية، لأنّ السينما هذه لا تزال طريّة في بنيتها، وإنْ ترسّخت أساساتها. أجدنا في مرحلة السؤال لا الإجابة، مرحلة تأمّلات ونقاشات”. وحدّد الروائي والناقد غاية الكتاب بأنّها “طرح أسئلة وأفكار واقتراحاتِ أجوبة (للبحث فيها)”، على ما يمكن اختصاره بسؤال/تساؤل: “ما هي السينما الفلسطينية؟”. الغاية كامنةٌ في تأمّل نقدّي فيه.
يؤكّد سليم البيك على محاولته ترتيب الأسئلة، وإعادة صوغها، ومناقشتها، وتقديم رأي حولها، وأفكار عن إجابات عليها. ساعياً، من ذلك، إلى التأمّل والمحاوَرة في السينما الفلسطينية، أفلاماً وقضايا، في المرحلة الراهنة من عمرها، ومُستعيداً حالات وأفلاماً سابقة على هذه المرحلة، “بصفتها امتداداً لمراحل سابقة”، ما يمكن أن يكون “شهادة نقديّة معرفيّة سياقيّة لهذه السينما اليوم”. كما يسعى إلى “إدامة النقاش، والإعلاء منه، والبناء عليه، وتركيزه في أسئلة جوهرية حول هذه السينما، تتفرّع كلّها عن السؤال الأساس حول ماهيّة الفيلم الفلسطيني”.
للبيك 6 كتب في الأدب، منها روايات “عين الديك” (2022) و“سيناريو” (2019) و”تذكرتان إلى صفورية” (2017). يكتب في “القدس العربي”، ويُحرّر مجلة “رمّان الثقافية”، ويُعدّ ويُقدّم النشرة الثقافية في إذاعة “مونت كارلو الدولية”. كما أنّه يعمل، حالياً، على كتابٍ جديد، يتناول السينما الروائية الفلسطينية منذ زمن الثورة حتى الأعوام الأخيرة، سيكون ثالث كتب المشروع نفسه.
عن العربي الجديد