زمن الخيول البيضاء.. الإلياذة الفلسطينية


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

“أنا لا أقاتل كي أنتصر، ولكن كي لا يضيع حقي”

زمن الخيول البيضاء.. الإلياذة الفلسطينية

يقول هيغل الذي تكلم عن( إنجيل الشعب):” إن الملحمة تملك بعداً تأسيسيا قوياً، وتحكي حلقة متصلة بالعالم الكامل لبلد أو لفترة من الزمن فتُكِّون الأسس الحقيقية للوعي”.

في روايةٍ مليئة بالأحداث واكبت ثلاثة عصور زمنية مختلفة، تأتي رواية زمن الخيول البيضاء للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، لتُخَلّدَ كواحدةٍ من ملاحم هذا العصر.

يقول (علي عزت بيغوفيتش): ” التاريخ يصف أحداثًا خارجية، بينما تصف الروايةُ التاريخيةُ الحياة ذاتها” يتفق البعض على كون الرواية التاريخية عملا أدبيا يعيدُ سرد الماضي بطريقة سردية تخيلية، وذلك من خلال خلق شخصيات خيالية بالإضافة إلى الشخصيات الحقيقة، ربما هذا التوازن بين الخيال والحقيقة يتيح للقارئ تصور أو إعادة رسم مشاهد التاريخ، ليس بالضرورة وفق ما رسمه الكاتب لكن بما سيرسمه هو كمتلقًّ لهذا العمل وما سيطبع في وعيه فيم بعد، وكذلك كان هدف إبراهيم نصر الله من خلال هذا العمل الملحمي، أن يجعل القارئ تماما داخل بوتقة التاريخ وأن يدخله متسللاً ربما حتى يكون الرقيب على تحركات الشخوص عن قرب، والسؤال الذي راودني فعلا طيلة قراءتي للرواية هو: كيف اتسعت رواية من ٥٠٠ صفحة لهذا الكم من الأحداث التاريخية ولشمولها على ثلاث عصور متمثلة في قرية واحدة استطاعت أن تختزل تاريخ فلسطين ككل ؟!!

في سيلٍ متدفق من السرد، التشويق والقصّ في واحدةٍ من ملاحم هذا العصر، أطل علينا إبراهيم نصر الله برواية ملحمية، تحس من خلالها أنه لم يكن يكتب، بل كان يحرك الشخوص على مسرح الواقع، في عمل أدبي ضخم متكامل اختار له الروائي الفلسطيني اسم (الملهاة الفلسطينية) اندرجت تحتها روايات أخرى تصب في نهر واحد، نهر فلسطين البيضاء النقية نقاء الحمامة وصفاء سماء الهادية، و بنسق واحدٍ تصاعدي بحبكة شديدة البراعة..

…. …

في الأخير اسمحوا لي بهذا التساؤل البريء : مالذي ينقصُ الأدب العربي ليتطلع و يصبو أن يكونَ في مستوى واحد مع ملاحم الغرب وإلياذاته؟!!

 

زمن الخيول البيضاء لـ إبراهيم نصر الله

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: نجوى الجزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *