روزنامة يوسف
“الى يوسف اليوسف”
كنت أقرأ كتابك النقديَ
وأحاول عبثا أن لا أراك
وأعترف الآن
كان وجهك يأتي ويذهب
أعترف
يأتي
ولكنه لا يذهب تماما
ربما يتثاقل في خروجه من الكتاب
والكتاب كان صفحة وحيدة
لرجل وحيد
يشبه الكتاب قليلا
ويشبه أشجار التين في “لوبية” أكثر
وكنت وحيدا
وحين ذهبت ذهبت وحيدا
وظلَ الكتاب هنا
أفتحه فتنهمر الصور البرّية
ثم يحتدم الجدل العبثيُ
هل ستترجم أوليس ؟
أسأل
وأرى ظلَ ابتسامة يسقط من فمك
وأفهم
أنت تريد عمرا إضافيا
لكنك تعرف
لا أوراق في روزنامة العمر
أيامنا تنسحب كجيش مهزوم
تتثاقل في خروجها من روزنامة أعمارنا
لكنك تعشق أن تترجم أوليس
ولا أسألك
الست أوليس يمشي في مخيم اليرموك ؟
أتنكر أنك متَ قليلا
ولم تزل ولدا يلعب بالكلمات
ويتقن لعبته
ولكنه حين يهمُ بالنوم
يبكي
ويكتب شعرا سرّيا
لا يراه سوى المقربون
وتضحك
هل يضحك من سقطت الورقة الأخيرة
من روزنامة عمره ؟
أسألك
فتضحك
هل جرَبت أن يكون إفطارك تينا نديَا
في صباح مبكر ؟
تسألني
وأحار
من أين يجيء لي التين النديُ
أحتاج شجرة تين
ولا يكفي
أحتاج بالضرورة لصباح نديّ
هل في روزنامة أيامنا صباح نديٌ ؟
ونحار معا
أنت لا تسأل الآن
وأنا لا أجيب
أنت تلعب بالبيضة والحجر
وتهتف فجأة
من ستكسره اللعبة ؟
لكنك قبل أن أجيب
تقول
البيضة تخرج سليمة
وينكسر الحجر
وأضحك
أنت يوسف
وقميصك ما قدَ
لكن عمرا طويلا تجوَل مرة
في روزنامة أيامك قدَ الآن من فجيعتي
وأراه يمشي للوراء
فأسأله
هل ذاك الهارب من روزنامته يوسف ؟؟