الطنطورة والبحر… ذاكرة في ذمة الملح (3/1)
هذه مقالة هي الأولى من ثلاث مقالات حَوْل الطنطورة المهجّرة، وستتبعها مقالتان أخريان في وقت لاحق. تركّز هذه المقالة على الطنطورة وعلى برّها وبحرها وعلاقة أهلها بهما، وبجُزُرها، وبخاصة ببحرها الذي جمعته وأهل الطنطورة علاقة خاصّة شملت جوانب كثيرة من حياتهم، كالعمل، والمعيشة اليومية، والعادات والتقاليد، والمناسبات وغيرها، والتي سُلِبَت قسرا من أهل الطنطورة بفِعل النكبة والتهجير.
يُروى أن الشيخ الطنطوري عبد الله البجيرمي، حين حطّ على رمل الطنطورة، قادما من مصر في مطلع القرن التاسع عشر، وَجدَ الطناطرة يعجنون طحين القمح بماء البحر!(1) ليس فقط، لأن عَجْن الطحين يتطلّب الماء والملح معا، إنما كان ذلك تودّدا من الطناطرة للبحر، عبر طقس خَلط قمح السهل، بملح البحر، لتغدو بينهم وبين البحر عِشرة “عيش وملح” ظلّت قائمة بينهما، حتى آخر يوم وآخر قطرة دمٍ مسفوحة، بلّلت رمل القرية في عام النكبة والرحيل.
أقام البجيرمي على إثرها في الطنطورة. ويُقال إنه من علَّم أهلها تنشيف ماء البحر في أحواض، لاستخراج الملح منها(2). ولمّا مات الشيخ، دُفن في القرية على حافة البحر، ليأمن به وبقبره أهالي الطنطورة من مَدّ البحر وهجماته. ثمّ أقاموا عليه مقاما ظلّ يؤمّه الزائرون ومتشفّعون عنده، حتى يومهم الأخير. اجتُثَّت الطنطورة بعد النكبة، ولم يبقَ منها، غير مقام شيخ البرّ والبحر.
في قبضة البحر
“دورا”، هذا هو الاسم التاريخي للطنطورة في موقعها، على حافة البحر، على مسافة 30كم جنوب حيفا، منذ زمن الكنعانيين(3). ثم تحوّلت إلى “دور” -بالضمّ المُخفَّف- في زمن الرومان، وبقيت حتّى الفتح العربي وحتى الحملات الصليبية على البلاد. وقد أطلق الصهاينة اسم “دور” على مستعمرتهم التي أقاموها على أراضي القرية بعد تهجيرها سنة 1949. والجدير ذكره، أن التسمية الرومانية “دور”، إنما هي لفظ مشتَقّ من اللاتينيّة، ويعني “الباب”. وقد ظلَّ أهالي الطنطورة يطلِقون حتّى عام النكبة على أحد أقدم التلال، المقامَة عليه القرية، اسم “دَبة الباب” أي تل الباب(4).
أما “الطنطورة” فهي تسمية حديثة للقرية. ومن الطناطرة الذين يُكنّون بـ”الطُرّشيّة” من يعتقد، أن الطنطورة تحريف صار مع الزمن لتسمية “دور”(5). بينما في رواية أخرى يذكرها بعض أهالي القرية، فإن الطنطورة هي تسمية مصرية للقرية وتعني المكان المرتفع(6)، خصوصا وأن معظَم عائلات القرية، المُشكِّلة للطنطورة حديثا، كانت من أصول مصرية، توطنت في القرية منذ مطلع القرن الثامن عشر، وتكثفت فيها، بعد حملة إبراهيم باشا على فلسطين، أواسط القرن التاسع عشر.
لم يُعرَف في فلسطين وساحلها عن قرية تجرأت على حافة البحر، مثلما فعلت وتجرأت الطنطورة، فقد ظلّت القرية محفوفة بالبحر وعليه منذ تشكّلها وتشكيلها الاجتماعي الحديث في مطلع القرن الثامن عشر، إلى حدّ صارت فيه قرية في قبضة البحر، لأن نصف الطنطورة كان فيه، إذ على بُعد مئة متر داخل البحر، كانت جُزرٌ ست، لم يملِك الطناطرة سَندات تملُّك لها، لكنهم كانوا أصحابها، وسمّوها كما يسمّون مواليدهم.
كانت بيوت الطنطورة شَطّيّة (شاطئية)، لا تأبه لضربات موج مد البحر، خصوصا في الشتاء، ما دفع أهالي البيوت الشَطّيّة تلك، وتحديدا في الحارة الشمالية، إلى تقميط بيوتهم، أي إقامة “قِماط” على شكل كاسر موج في الرمل، يفصل بيوت الطنطورة الشاطئية عن البحر، لحمايتها من مدّ الموج وهيجانه(7).
ومع ذلك، كان البحر كلما يكبرُ ويعلو شتاءً، يمدُّ موجه شرشفا داخل الطنطورة، إلى حدّ كان يفصل بمائِه الحارة الشمالية عن “القِبلية” الجنوبية، ما كان يجبِر أهالي الطنطورة على التنقل بين حارة وأخرى بالشخاتير عبر الشاطئ(8).
سكَن الطناطرة البحر، وعاشوا مسكونين به، فالبحر من كان يأذن لهم في الزرع والقلع، وفي الحصدْ والصيد. حتى النساء الحوامل من الطنطوريات، لم يكُنْ يؤذَن لهنّ بالولادة، إلا بعد كأس ماء من ماء البحر، اعتادت دايات القرية إسقاءَه للمرأة الولّادة، في اعتقادٍ بأن ماء البحر المالح، يُعين المرأة على ولادة ولد صالح.
عن قرية نصفها في البحر؛ الجُزر وشِبهها
رغم حميمية تلك العلاقة التي جمعت الطنطورة بالبحر المتوسط، إلا أن أهالي القرية كانوا على حدّ تعبيرهم، مُدرَّعين منه بجُزُرهم، التي كانت بمثابة امتداد لأرضهم داخل البحر. وقد اعتبروها قبل كل شيء، دروعا تكسر مَدّ الموج عنهم(9)، لتظلّ حكاية جُزر الطنطورة واحدة من غرائب الذاكرة الساحلية في فلسطين. إذ لم يُذكَر عن مدينة أو قرية على ساحل فلسطين، تملّكت جُزرا في البحر، إلا الطنطورة.
يَلفظُ الطناطرة “الجزيرة” بتسكين الجيم. وقد مَلكوا في البحر على بُعد تراوَح بين خمسين ومئة متر داخله، ستّ أو حتى سبْع جُزر، تمددت أربع منها قُبالة القرية على طولها، واثنتين للناحية الشمالية من شاطئ القرية. غير أنّ لأسماء الجُزر الطنطورية، حكاية صارت فيها الجُزر على دين أهلها.
جزيرتا “الشدّادة” و”الفَلتية”، هما أكبر جزيرتين من الجُزر الأربع المقابلِة للقرية. ثمّ جزيرة “أعمر” وجزيرة “الحَمام”(10). أما عن تسمية الشدّادة والفلتية، فإن التسمية جاءت نسبة إلى أهالي الشدّادة والفلتية من سكان القرية، فالطنطورة عرفت تقسيما وتصنيفا لأهلها، تشكَّل بناءً على نمَط عيشهم وأملاكهم، إذ صُنِّفت القرية طوال تاريخها الحديث حتى عام النكبة، إلى ثلاثة فئات: شدّادة، وفلتية و”صيادي” (نسبة لصيادي السّمَك)، فالشدّادة هم من شدّوا الأرض في القرية، أي المُلّاك والزناجيل ممن يملكون الأرض. أما الفَلتية، فهم عُمّال الأرض من حرّاثين ومُرابعين، الذين لا أرض لهم. لذا اعتُبروا “فَلتا” يعملون عند مُلّاك الأرض. والفئة الثالثة، هم الصيّادي الذين امتهنوا واحترفوا صيد السمك في البحر كمصدر رزق وحيد.
اختلف الشدّادة والفلتية من أهالي الطنطورة، على مُلكية أكبر جزيرتين في البحر. خصوصا بعد أن صار استخراج الملح منهما، موردا يدرُّ عائدا على أهالي القرية(11). أصّر الفَلتية، على أن تكون أكبر جَزيرة لهم، لأنه لا أرض عندهم يملّكوها مثل الشدّادة. فكان لهم أكبر جزيرة من الجزر الأربع المقابلة للقرية، ومُنحوا بموجب اتفاق أهليّ حقّ استخراج ملحها(12). بينما أخذ الشدّادة الجزيرة الأخرى، وحملت الجزيرتان اسمهما حتى عام النكبة.
أما جزيرة “أَعمر”، أو “إِعمر”، فهي لأنها واقعة قُبالة بيوت عائلة إعمر الطنطورية. ويُقال إن الشيخ إعمر، الجدّ المؤسس للعائلة، ظلّ حتى مطلع القرن العشرين، يخرج من بيته للجزيرة ليلا في رمضان، ويبقى فيها مؤدّيا صلاة قيام الليل حتى موعد السحور. ثم يعود سيرا عبر ماء البحر إلى فراشه، دون أن تُبلِّلَ ثوبه قطرة ماء!(13). فسُمّيَت الجزيرة باسمه.
كانت جزيرة إعمر من الجُزر التي كان يبتلعها البحر شتاءً، بعد أن يغمرها بمائه، لتختفي طوال فصل الشتاء. ويبقى أبناء عائلة إعمر الطنطورية، في انتظار أن تطلّ جزيرتهم مجددا(14). وإذا ما تأخّر ظهورها، اعتبروا ذلك فأْل شؤمٍ. بينما يحتفل أبناء العائلة حينما كانت تُطلُّ جزيرتهم من قلب البحر، مُعلِنة لهم بداية الصيف، وموسمَيّ الحصاد والصيد.
أما جزيرة الحَمام، فسُمِّيت كذلك، لأنّ فيها كهفا كبيرا، كانت تأوي إليها طيور الحَمام البلديّ، لبناء أعشاشها فيه، فسُمّيت جزيرة الحمام. كما كانت كثافة النباتات العالية في هذه الجزيرة بمثابة ملاذا لطيور الحمام، كي تفرّخ صغارها بينها، ما كان يشجّع أولاد الطنطورة، على السباحة إليها صيفا، من أجل جمع فراخ الحمام (الزغاليل) منها(15).
إلى الشمال من الشاطئ المقابِل للقرية، كانت تقع جزيرة الحصان، وأخرى سمّاها الطناطرة جزيرة “حمدي”. كانت هذه الأخيرة مشهورة بأحواض الملح(16). أما إلى الجنوب من الجُزر الأربعة، فكانت جزيرة أخرى تُسمّى جزيرة “سطيّح”، لأنها مُسَطّحة غيرَ مُقَمّمة، أي لا قمّة لها(17). وكانت تغرق على مدار السنة في البحر أكثر ممّا كانت تظهر منه. وقد دَرَجَ على ألْسِنة أهالي الطنطورة، عندما كان يطلب أيّ ولد يساعد أهله، الراحة من عمل الفلاحة، قولهم له متهكّمين: “بتريّح لما بتطُل سطيّح”. أي لا راحة إلا إلى أن تظهر الجزيرة.
كانت هذه الجزُر، بالإضافة إلى كونها دروعا تقي القرية من مَدّ البحر، بمثابة مورد لاستخراج الملح منها، إذ أنها حَوَت أحواضا منحوتة بالصخر، فإذا ما عَلا البحر شتاءً، كان يغمرُ ماؤه الأحواض، إلى أن يحلّ الصيف، فيجفّ الماء، ليبقى الملح فيها، منتظرا أهله الطُرّشيّة من أجل جَمعهِ(18). ظلّ أهالي الطنطورة، يعتمدون على جُزرهم في استخراج الملح، حتى عشرينيات القرن العشرين، إلى أن أقام الإنجليز أثناء استعمارهم البلاد، مَعمَلا لاستخراج الملح في عتليت، فصار الملح العتليتيّ بديلا عن ملح جزرهم الطنطوري.
كما اعتُبرت جُزر الطنطورة، موقعا لاستجمام أهلها في المناسبات والأعياد، وبخاصة في الصيف، حيث يسهل الوصول إليها سباحةً، أو حتى سيرا على الأقدام. بينما لم يكُن ممكنا الوصول إليها شتاءً إلا بالمراكب. هذا، فضلا عن المواقع الأثرية في بعضها، ففي جزيرة الشدّادة مبنىً أثري، كان يسمّيه أهالي الطنطورة “القَصْر”. ويُقال إنّ الحاج أمين الحسيني حين فرَّ من الإنجليز في ثورة عام 1936 من القدس إلى يافا، ومنها عبر البحر بمساعدة بحّارتها، قد مَرّ بجُزر الطنطورة، وبات في قصر جزيرة الشدّادة، لليلة واحدة، مختبئا من عيون الإنجليز (19). ومن الشدّادة، أكمل المُفتي طريقه في البحر إلى لبنان.
“عَ المَكر”
لم تكُن المكر أو المقر جزيرة في البحر، إنما شبه جزيرة ظلت من أشهر مواقع الطنطورة الأثرية والبحرية فيها. كانت تقع في الطرف الشمالي من القرية. كما كان في الشاطئ الجنوبي للقرية شبه جزيرة أخرى، تُسمى “الجُرش”(20). وصار يُطلق عليها الطناطرة تسمية “الكراكون”، بعد أن أُقيم عليها مخفر في أواخر العهد العثماني.
إلا أن شبه جزيرة المكر، كانت الأشهر، لأن فيها بئر ماء المكر، التي كانت تنسب إليها الجزيرة في تسميتها. كانت بئر المكر، مَشرب أهالي الطنطورة الأساس حتى اكتشاف بئر “الشِفا” شرقي القرية في أوائل الثلاثينيات(21). غير أن أكثر ما حيّر أهالي الطنطورة في بئر المكر، هو ماؤها الحلو، رغم وجود البئر داخل البحر، وحتى حين كان يغمرها ماء البحر في الشتاء، لم تكن ملوحة البحر تنال من مائها الحلو أبدا(22).
الرحالة الفرنسي لوران دارفيو الذي تنقَّل في البلاد العربية، ومنها فلسطين، أثناء عمله في السِّلْك القُنْصُليّ الفرنسي سنة 1658، مرّ بقرية الطنطورة، مسميًّا إياها في حينه “الطرطورة”. وقد أشار إلى القرية، بوصفها مرفئا، يعيش بقربها بعض الفلاحين، ويقصدها بعض التجار. ومن جملة ما استوقفه فيها، هي مياه بئر جزيرتها العذبة، التي كانت تنبع من صخرة داخل البحر، في إشارة للجزيرة وبئرها المكر. كما أشار إلى قداسة مائها لدى سكانها المُقيمين حولها، إلى حدٍّ اعتبروها وصفة صحيّة للشفاء من داء الرَّمَد وأمراض أخرى(23).
لم تبقَ بئر المَكر مَشرب أهالي الطنطورة منذ الثلاثينيات. لكن شبه الجزيرة، ظلّت مقصد الطناطرة، خصوصا في الأعراس. حيث كان تعبير “الصَمدة ع المكر”، شائعا بين أهالي الطنطورة. إذ تحوّلت المكر إلى مصمد يُصمد عليها عُرسان القرية، ففيها مقاعد منحوتة في الصخر، كان يجلس عليها العروسان(24). بينما يغنّي لهم أهلهما وقوفا في الماء، فيما الخيل المبرشَمة كانت على الشاطئ، تروح وتجيء، يُلاعبها رذاذ الموْج، ومبلِّلا زبدُ البحرٍ حوافرَها، في مشهدٍ لم ينسه كل طنطوريّ عاش وعايش الطنطورة قبل النكبة.
سقطت الطنطورة بعد واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الصهاينة في فلسطين عام النكبة. بينما جُزر بحر القرية ظلّت صامدة، وكذلك مَصمد العُرسان في المكر، ومعها مقام شيخ البحر البجيرمي، محفورة على جداره سورة “الصَّمد” إلى يومنا.
الهوامش:
1. أبو حارثة، عبد الرازق العوفي، رجال العوفي في فلسطين – وادي الحوارث طولكرم، مجلة الرسالة، عدد 23، تاريخ 11/12/1933.
2. المرجع السابق.
3. راجع: الموسوعة الفلسطينية. وصايغ، أنيس، بلدانية فلسطين المحتلة (1948 – 1967)، بيروت 1968.
4. عن “تل الباب”، راجع: أبو شكر، عبد الجبار، مقابلة شفوية، الطنطورة، موقع فلسطين في الذاكرة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 16/3/2007.
5. اليحيى، محمود يحيى، الطنطورة قرية دمرها الإحتلال الإسرائيلي، دار الشجرة للنشر والتوزيع، دمشق، 1998، ص 15.
6. العموري، عادل محمد، مقابلة شفوية، الطنطورة، موقع فلسطين في الذاكرة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 26/10/2010.
7. أبو شكر، داوود، مقابلة شفوية، الطنطورة، موقع فلسطين في الذاكرة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 27/7/2008.
8. اليحيى، محمود يحيى، الطنطورة قرية دمرها الإحتلال الإسرائيلي، ص 17.
9. المصري، محمد العائد، مقابلة شفوية، الطنطورة، موقع فلسطين في الذاكرة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 24/5/2010.
10. اليحيى، محمود يحيى، المرجع السابق، ص16.
11. سلّام، نايف طه، مقابلة شفوية، الطنطورة، موقع فلسطين في الذاكرة، ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 25/5/2010.
12. المقابلة السابقة.
13. المقابلة السابقة.
14. المقابلة السابقة.
15. اليحيى، محمود يحيى، الطنطورة قرية دمرها الإحتلال الإسرائيلي، ص 18.
16. سلّام، نايف طه، المقابلة السابقة.
17. المقابلة السابقة.
18. أبو شكر، داوود، المقابلة السابقة.
19. أبو شكر، داوود، المقابلة السابقة.
20. سلّام، نايف طه، المقابلة السابقة.
21. المصري، محمد العائد، المقابلة السابقة.
22. المصري، محمد العائد، المقابلة السابقة.
23. نقلا عن مقالة منشورة على موقع “المدينة”، بعنوان: آل السمرة (آل قنديل)/ الطنطورة – حيفا، تاريخ 10/10/2009.
24. راجع مقابلتَيّ كلا من: محمد العائد المصري، ومحمد عادل العموري السابقتين.
عن عرب 48