عن شباب فلسطين وبيلا حديد مثلا..(لـ رجاء الناطور)

هل حديد هي التي جعلت النضال الفلسطيني مُثيراً ويُمثل أيضاً التيار السائد؟ هل فيولا ديفيس وسوزان ساراندون ومارك رافالو وزين مالك، هم الذين ألقوا أيضاً بثقلهم واستخدموا صيتهم لدعم النضال الفلسطيني؟ الإجابة “نعم” و”لا”. فمن ناحية، من الواضح أنه بمجرد أن يُعبر أحد المشاهير مثل حديد أو رافالو عن دعم النضال الفلسطيني ضد نظام الحكم القائم على الفصل العنصري وضد التطهير العرقي، فالرسالة التي تصل هي أن الأمر المحرَّم ذِكره في الخطاب السياسي الاجتماعي الغربي لم يعد له وجود. ويتضح أيضاً للعالم أجمع أن المرء يمكن أن يعارض الاضطهاد الإسرائيلي وسياسة الإسكات، بل ينجح في ذلك…
استطاع هذا الجيل الفلسطيني الجديد لا مجرد إقناع الشباب الغربي وحثهم على مشاركة مقاطع فيديو داعمة للقضية الفلسطينية، بل أيضاً دفعهم أخيراً لاتخاذ موقف والانحياز إلى أحد الجانبين والتعبير عن موقف حازم تجاه نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي، ومعارضة السياسات الخارجية لبلادهم نفسها، بل وتحمل المسؤولية عنها.
ولكن قبل أي شيء، قام الجيل الفلسطيني الشاب، الذي نزل إلى الشوارع من دون خوف، بتحرير شباب الغرب من مخاوفهم الخاصة، وخصوصاً الخوف من الاتهامات بمعاداة السامية، ودفعهم إلى رفع أصواتهم ضد إسرائيل بحدة وقسوة وبشكل نقدي. حرّر هذا الجيلُ الجديد القويّ من الفلسطينيين شباب الغرب من قيود الابتزاز العاطفي ومن الشعور التاريخي بالذنب النابع من أحداث الهولوكوست؛ الأمر الذي أدى إلى انطلاق حوار سياسي جذري.
لن يحدث تراجع، ولن يكون هناك رضوخ لمحاولات الإسكات. فبإمكان إسرائيل أن تواصل الدفاع عن نفسها وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين من دون تمييز، ولكنها لن تهزم الجيل الفلسطيني الجديد ولن تُخرِس صوت شباب الغرب الذين كسروا حواجز الخوف.”
(نص المقال كاملا في https://daraj.com/73699/