نصري حجاج ..شريك منافي مزمن !


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

بين قريته ”  الناعمة ” في فلسطين  وقريتي ” الشجرة ”  فيها أيضا  حمولة كبيرة من المنافي  تقاسمتها  مع صديق  كل المراحل  نصري حجاج .

كنا في بيروت جيل من الأحلام  الفلسطينية ، تنمو  على  ضفاف الفصائل  نكتب فلسطين  المنتظرة بطيش الشباب في  أحلام اليقظة  ،  وكان  نصري  يومها  ينفخ  دخان ”  غليونه ” على  فكر الماركسية  في حذاقة ” وعي الضرورة  وضرورة الوعي ”  في  مقاهي  الفاكهاني في بيروت .

جاء شارون  وحاصر بيروت ، وركبنا السفن  اليونانية و وزعتنا الى منافي جديدة ..  في  قبرص تلك  الجزيرة  الناعسة  المرمية كجثة في البحر المتوسط  جمعتنا  نيقوسيا   وعمل   نصري  معنا  في مجلة الأفق  في القسم الثقافي  بعد  ان  أصبحت قبرص   عاصمة الاعلام  الفلسطيني  بعد بيروت

ولي من الصباحات القبرصية مع نصري ما يفيض عن قدرة الذاكرة المصابة بوجع الحنين .. وحده  غليون  نصري برائحة  تبغ  ” غلان ” قد ينعش الذاكرة من سهو الذاكرة عن ذاكرتها .

سلمتنا المنافي  الى  منافي جديدة  الى ان التقيت  بنصري  بعد  غياب  طويل  هنا  في السويد   قبل  عامين تقريبا في مهرجان  مالمو للسينما العربية  حيث عرض فيلمه  العصفور .. ولأن المنافي تزور المنافي  بين  فينا  ومالمو  أمضيت أياما قليلة مع  نصري في غربتي الإسكندنافية ومازال غليون نصري كما هو  ينفث دخان منافينا  المشتركة  من ببيروت الى مالمو في  كهولة  الذكريات  التي  شابت  أكثر من الذوائب فيها .

مات نصري  أمس بعد صراع مع المرض  في فينيا ،  وتوقف غليونه الذي رافق حياته عن العمل  في  ليالي  “البؤس ” في  فينا .. وبين  ”  الناعمة ” و “الشجرة ” في  فلسطين   تنمو المنافي  ولا  تموت ..

مات  نصري   ولم  تمت  المنافي  … وداعا  يا   شريك المنافي  المزمن !

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: خالد عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *