اتفاق التطبيع الإماراتي يعزز الهيمنة الأمنية الإسرائيلية


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

تسعى اسرائيل الى استكمال احلامها الأمنية من خلال عقيدة الجدار الحديدي التي أطلقها الصّهيوني اليميني التصحيحي وملهم اليمين الاسرائيلي زئيف جابوتنسكي، الذي صاغ فيها مقاربته إزاء السكان الأصليين في فلسطين، وتبناها لاحقا التيار الرئيسي في الحركة الصهيونية، وهو التيار العمالي بزعامة دافيد بن غوريون.

والجدار الحديدي من وجهة نظر جابوتنسكي بناء القوة العسكرية الصهيونية التي تشكل جداراً من الحديد، لا توجد فيه أية تصدعات، بحيث كلما حاول العربي والفلسطيني المقاومة سيصطدم رأسه بهذا الجدار ويتعب وييأس ويتنازل عن حقوقه، وفي هذه اللحظة بالذات يمكن التوصل إلى تسوية مع هذا العربي.

وفي ظل واقع عربي بائس ومنقسم وانظمة استبدادية قمعية تبحث عن مصالحها، وتعتقد أن من يساعدها في توفير الحماية لها وبقائها في الحكم هي اسرائيل، ويبدو ان نتنياهو ينجح الى حد ما في تحقيق عقيدة جابوتنسكي بواسطة توقيع اتفاق سلام مع الامارات، وتحقيق رؤية اسرائيل الأمنية، والانتقال من فكرة السلام مقابل الارض الى السلام مقابل السلام  القائمة على الغطرسة والقوة العسكرية، وهي القوة القادرة على التوصل الى سلام مع العرب، او إقامة علاقات معهم سواء سرية أو علنية دون التنازل عن الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وعلى الرغم من توقيع الامارات العربية المتحدة اتفاق مع اسرائيل إلا أنها ترفض الموافقة على صفقة بيع طائرات إف 35 الأميركية للإمارات.

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح مكتوب، غرد به نتنياهو على تويتر، قال إن اتفاق التطبيع مع الإمارات، لم يتضمن، أي موافقة من جانب إسرائيل على أي صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وأضاف منذ البداية، رفض رئيس الوزراء نتنياهو بيع طائرات مقاتلة من إف 35 وأسلحة متطورة أخرى لدول في المنطقة أيا كانت، بما فيها دول عربية تصنع السلام مع دولة إسرائيل.

يعتبر الاتفاق التطبيعي مع الامارات تجسيد لرؤية نتنياهو والتفوق العسكري النوعي والحفاظ عليه، برغم رفض إسرائيل الموافقة على صفقة بيع الطائرات للإمارات حتى في ظل اتفاقية السلام والتطبيع معها.

ومن اهم اسباب رفض اسرائيل اتمام صفقة الطائرات مع الامارات ما ذكره غانتس إنه بالإمكان تنفيذ صفقة الطائرات وفي الوقت نفسه الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط ، والرجل الذي سيمسك بمفتاح الأمور الآن والتفاوض مع الامارات والولايات المتحدة هو مدير عام وزارة الأمن، أمير إيشل، ومن تولى في الماضي منصبي رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة وقائد سلاح الجو، فإنه الخبير رقم واحد في الحكومة الإسرائيلية في قضية الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وبعد أسبوعين سيصل إيشل على رأس وفد أمني إلى أبو ظبي لمناقشة صفقة الطائرات.

اسرائيل تدرك كفاءة هذه الطائرات وتفوقها وهي تمنح اسرائيل تفوق نوعي ساحقً، لن تتنازل اسرائيل عنه وتلتزم به الولايات المتحدة بناء على اتفاق سابق، ويندرج هذا الالتزام في القانون الأميركي، واسرائيل لن تسمح لغيرها من الدول في المنطقة الحصول على هذا التفوق العسكري لأنه تدرك خطورة الحصول على هذه الطائرات من دول عربية اخرى.

وفي ظل الخلاف الدائر يبدو أن إسرائيل ستعمل على استغلال اتفاق التطبيع مع الإمارات، من أجل الحصول على أسلحة فائقة التطور من الولايات المتحدة، من أجل الموافقة على صفقة بيع طائرات إف35 للإمارات، ويتخوف البيت الأبيض من تراجع دفء العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، مثلما تراجعت العلاقات بين مصر والأردن مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقيتي سلام بينهم.

وفي هذا السياق ذكر للمحلل السياسي في موقع “واللا” الإلكتروني، باراك رافيد، أنهم يدفعون في البيت الأبيض قدما وبالسرعة الممكنة الاتفاق من أجل عدم خسارة الزخم الحاصل، فالتوتر الذي نشأ حول صفقة طائرات إف35، والنفي الهستيري من جانب نتنياهو، وقرار الإمارات بإلغاء اللقاء الثلاثي في الأمم المتحدة، أثار تخوفا في الولايات المتحدة من أن عملية التطبيع قد تتعرقل.

واضاف رافيد شعور المسؤولون في الإمارات بالإهانة من النفي العلني لنتنياهو لموافقته على صفقة الطائرات ومن الخطاب في إسرائيل حولها، وفقا لرافيد إن أحد المسؤولين الإماراتيين أبلغه بأنه في أبو ظبي يشعرون أنهم تحولوا إلى “كرة قدم سياسية”، يركلها الوزراء الإسرائيليون فيما بينهم من أجل تحقيق مكاسب في الرأي العام.

نتنياهو في مؤتمر صحفي عقد أمس الاحد، مع كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر: قال كلما انضمت دول عربية أخرى للاتفاقيات معنا فسوف يفهم حينها الفلسطينيون أنهم على خطأ، وكما قلنا لن نسحب أي مستوطن من الضفة الغربية، وجميعنا متأثرون من التطبيع السريع بين إسرائيل والإمارات، هذا الأمر سيغير الشرق الأوسط.

نتنياهو يجسد رؤيته ورؤية جابوتنسكي بخطاب القوة والغطرسة العسكرية، والتوفق النوعي والسلام القائم على الخوف، وباعتقاده انه لا يمكن تحقيق الأمن لإسرائيل غير قوة الردع القائمة على الحسم، وأن من أجبر الدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل هو القوة وليس الرغبة بالسلام من قبلهم.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: مصطفى إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *