يوم المرأة حضور دائم ومفجع
في الحادي عشر من شهر اللوز؛ يوم السبت.
هجم البرد على الشاطئ وأناخ الحر. خرج فدائيو وطني من قلب الموج. ودلال السمراء العربية انطلقت ..
قبل أزيد من أربعين عاماً بقليل استعرض الإرهابي إيهود باراك هناك في الشام جنوباً جثة دلال المغربي شبه العارية.
استعرض جثة شبه عارية بخبرة الإجرام التي لا يراد لها أن تغادر هذه الإسرائيل..
خبرة الإجرام و الجنسانية الذكورية لا يراد لها أن تغادر هذه الإسرائيل.
قبل أربعين عاماً استعرض مهاجرون مهووسون بتضخم الذات وغرور قومية زائفة ذكوريتهم البغيضة على جثة.
وغير بعيد عن “سورهم الخديدي” يستقوي رعاع أرياف وحثالة مدن منسية بذكوريتهم على أجساد الفتيا في مداخل العمارات والأقبية.
لكأن قدر المرأة في شرق الطغاة واحد.
قدر عابر للقوميات والإثنيات؛ ذكور خريجي كيبوتزات الهاغانا وكتائب الأسد والمدرسة الحقانية وفقه القومية الكردية/العربية البغيض وكانيبالية “رجال” أمن الدولة العميقة على ضفاف النيل.
لكأن المرأة هنا قدرها أن تهان نصاً وقولاً وفعلاً وصورةً على يد أبناء الرمال وجندرمة الإنكشارية الجديدة.
مشهد لا يتوقف.
لكأن على المرأة أن تستحيل إلى”لاجنس”؛ إلى”شيء” يتحول إلى” لاشيء” إلى هباء عدم وجودي كي لا تكشف عورتها.
ملاحظة من بعيد: أحد فقهاء إمارة غزة اعترض ذات يوم حين رأى لوحة فنية تظهر فيها جثة التلميذة لينا النابلسي بمريولها المدريي القصير فوق الركبة.
ألم يكن من الحشمة لو كانت محجبة قبل خروجها للتظاهر؟ ربما كان يقصد لماذا خرجت أصلاً. وكأنها اختارت نكاية أن تُقتل على يد مستعمر بهكذا مريول.
ليتني ألثم -اعتذاراً- تراب الشام شمالاً وجنوباً وشاطىء النيل الذي احتضن جثثكن؛ لعل في هذا ما يريح أرواحكن وأرواحنا.. أو لعل أرواح بعضنا