في نقاش على الفيسبوك بين اسرائيلية يسارية وعربي يميني يترجم لها من أمثالنا لكي يقنعها لماذا سوف يسير مع اليمين العربي الداعم لنتنياهو فيقول: القائمة المشتركة أكل الدهر عليها وشرب. والمصيبة ان من كان بمستوى تفكيره يعتقد بانه مجرد اعطى “تصريحاً” بمثل هذه الثقة فسوف يتحول ذلك القول لحقيقة! هذا النوع من الـ”تصاريح” المغلوطة هو احدى آفات مجتمعنا على فكرة، وقد تلاحظه في الكثير من النقاشات.

يتواصل النقاش لتحاول الفتاة فهم وجهة نظره في تأييده لليمين الاسرائيلي فيأتيها بمثلٍ آخر: “إحنا بدنا نأكل عنب ما بدنا نخانق الناطور”. هذا الشاب الذي على ما يبدو لا يعرف من تاريخ بلاده شيئاً يعتقد بأننا “عابري سبيل في كرومهم”، وعلينا إرضاءهم من أجل ان يتحنن علينا “الناطور” ببقايا العنب!

أي جهلٍ هذا الذي وصلنا إليه؟ اية مغالطات …

تجيبه الفتاة بأن نتنياهو سوف يطعمكم صرار وليس عنباً، وأنه لم يفِ بأي وعدٍ من وعوده.

وأنا أفكر خلال ذلك بأن الأمر الأهم والذي يجب على الاحزاب الوطنية القيام به حالاً هو العودة للشارع، لقرانا ومددنا. ان تدع جانباً هدف الوصول لأكبر عدد من المقاعد، وان تجمع الشباب والفتيات لكي تخبرهم بعض القصص الصادقة عن تاريخنا، ولكي تقنعهم بأنهم احفاد من أنشدوا :

” نحن نوّرنا السبيل

في لهيب المستحيل

بين نقبٍ وجليل

دمنا الحر ينادي”

يا بلادي …

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *