يا دامع القلب والعينين
حين يداهم موت الاحبة أسيرا او اسيرة يرى بمشاعره جدران القهر الخانقة. نظرة المشاعر تختلف عن نظرة العينين، اذ يرى تفاصيل لا تراها العين، فالجدران الباهتة اللون تبدو باهتة أكثر وموصدة أكثر، لتضاف اليها طبقة من القسوة الانتقامية يراها بمشاعره وقد هندسها مجرمو قهر واحتلال، كما يواجه سطوة الاجراء الذين يتحدث عن حقوق الاسير كي يحرمه منها، بما في ذلك حقه في وداع زوجته ورفيقة دربه في مسيرتهما العائلية والكفاحية الحافلة.
في الزنزانة وساحة السجن يرى زملاء ورفاق الاسر من حوله تخنقهم الدمعة المخنوقة، وهم يسعون لمواساته وتقاسم الحزن كما يتقاسمون كل شيء. تتلعثم الكلمات بل وتكون لغة الصمت والجسد وتنكيس الرؤوس أكثر تعبيرا من أية كلمات.
أيُّ الكلمات تقال للاسير الحر أيمن حاج يحيى، منسق الرابطة العربية لشؤون الاسرى والمحررين ونائب الأمين العام لحركة كفاح، وهو الذي دأب طوال مسيرته الوطنية ان يواسي الاسرى وعائلاتهم وان يقف سندا لهم!
حين تقفل بوابات السجن وزنازينه على الاسير، فإنها توصد في المقابل على شريكة الدرب والزوجة من الجانب الاخر. لتحمل كل الهمّ دونما أية مقدمات، ولتوفّر للاسير، وبكل ما أوتيت من طاقات، مساحة طمأنينة. وتبقى الأمل مساحة اطمئنان بأن السجن مؤقت مهما طال، وأن اللقاء يتجدد، لكن الفقدان يخطف هذه المساحات، ليبدأ الأسير ببناء توازنات عالمه الاسير من جديد وقد ضاقت الدنيا. لكن أيمن لا ينكسر بل يصبر حتى ينكسر القيد.
قلبي معك الاسير المناضل أيمن حاج يحيى بفقدان شريكة الدرب الزوجة رلى حاج يحيى.
قلبي معكم الابن والبنات جهاد وتسنيم وآمنه وكندة، المفجوعين بألم فقدان الأم وأنتم تنتظرون عودة الأب محررا.
قلبي مع الحركة الاسيرة، وأبعث اليها بالتعازي لأنها صاحبة الحزن الى جانب أيمن.
لروح الفقيدة سلام، ولك وللعائلة الكريمة خالص العزاء