وقفة مع طوفان الأقصى
بعد أعتى وأكثر حكومة يمينية والأشد تطرفاً في تاريخ كيان الاحتلال ؟! وبعد إهالة التراب على حل الدولتين ورميه في سلة المهملات ؟!
وبعد ٣٠ عام من مفاوضات أوسلو وبنتيجة صفر كبير ؟!
وبعد تحوّل الضفة الغربية إلى جزر معزولة وكانتونات بسبب المستوطنات ؟! وبعد موجة عارمة من التطبيع وصل مداها المملكة العربية السعودية التي أدارت الظهر مع غالبية الرسمية العربية إلى مبادرة “السلام” العربية ؟!
وبعد حصار قطاع غزة لمدة عقدين من الزمن تقريباً ؟!
وبعد تهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى مراراً وتكراراً والسعي الحثيث لتقسيمه مكانياً وزمانياً ؟!
بعد كل هذا الانسداد في الأفق أمام شعبنا الفلسطيني أي قراءة لا تأخذ بالحسبان كل ما سبق هي قراءة قاصرة ستفضي إلى تقدير موقف خاطئ لا بل وظالم للمقاومة الفلسطينية التي تحركت بفعل هذه المعطيات فكان طوفان الأقصى
كل معطى من المعطيات آنفة الذكر يستحق التوقف ملياً قبل الحكم على هذه الجولة من الصراع العربي الاسرائيلي التي يجب التذكير أنه تجاوز القرن ولم يبدأ في فجر السابع من أكتوبر الحالي .
إحكام الرواية الفلسطينية وتقديمها بالشكل الصحيح والسليم للعالم أجمع من أهم ما يجب التركيز عليه في هذه الأيام .
ثمّة محاولات خبيثة لتسويق رواية مبنية على التدليس والكذب تجد طريقها مع الأسف الشديد إلى أروقة المجتمع الدولي وتلقى آذاناً صاغية من دول وكيانات غربية مؤثرة والأنكى أنها تلقى رواجاً في بعض الأوساط العربية وبين جزء من أبناء جلدتنا ؟!
ليس هذا هو الوقت المناسب للتقييم بل هذا الوقت هو وقت نصرة وتأييد إلى حين جلاء غبار المعركة وبعدها لكل حادث حديث وهذا لايعني بالطبع القفز عن التقويم والمراجعة والمحاسبة .