ورشة فكرية حول كتاب ” نقاش السلاح”
أقام ملتقى فلسطين ندوة فكرية حول كتاب الباحث والكاتب ماجد كيالي “نقاش السلاح… قراءة في إشكاليات التجربة العسكرية الفلسطينية” الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أدارها خالد الحروب، بتاريخ 10 آب/أغسطس2020.
في البداية قدّم الحروب عرضاً موجزاً لمحتويات الكتاب، وما تضمنه من نقاط جوهرية.
بدوره أكد يوسف سلامة، رئيس تحرير مجلة قلمون، أن الكتاب ليس مجرد استعراض تاريخي وإنما يمثل نقدا لتجرية الكفاح المسلح الفلسطيني، معتبرا أن الكتاب يرسم أوديسة الوعي الفلسطيني منذ بدايات التجربة المسلحة لينتهي بمآلاتها النهائية، وقال إن: قيمة الكتاب بمادته وبالنقد الجاد الذي يستهدف إعادة بناء التجربة الفلسطينية.
وأضاف إن محاور الكتاب تبدأ من تجربة المقاومة المحكومة بمقتضيات ومتطلبات المخيم واباؤه الذين لا يملكون هوية، فتحليل تجربة المقاومة تستند إلى اللاجئ الذي لا حول قوة له إلا أن يرفض ويقاوم بسرية باستثناء ما تسمح به الأنظمة العربية للاجئ بالتحرك والعمل الوطني.
وأضاف أن الكاتب عمل على محدودية العمل وضرورته ليتعرف على الحدود الفاصلة بين ما يقتضيه العمل – وهو ما لم يتمكن الفلسطينيون من إنجازه-وما هو المستحيل فعله، وهي الأطر التي أعاقت التجربة الفلسطينية من الاكتمال والنضوج، فالكتاب يناقش المقاومة كتجربة مخيم، وهذه التجربة أسست للهوية والوعي الفلسطينيين بأنهم شعب.
أما رائف زريق، محرر مجلة قضايا إسرائيلية في مركز مدار، فلفت إلى أن الاستنتاجات النهائية للكتاب بأن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تتمكن من هزيمة إسرائيل، وعدم التعامل مع المقاومة على أنها عملا سياسيا يقوم به بشر يخطؤون ويصيبون بل بنوع من القداسة ما أدى لطغيان العسكرة على الحياة الفلسطينية.
وأوضح أن الكتاب ينتمي للكتابة السياسية وإنما ينظر لعمل سياسي استمرارا للأخلاق لكنه يعي أهمية انفصال السياسة بالأخلاق، لأن الفكر السياسي كان ينوء تحت وزن الأخلاق، فالموضوع الأساسي يكمن بأن الفلسطينيين يناضلون دون استراتيجية، على حد تعبيره.
وشدد على أن السؤال يكمن بطبيعة المقاومة والعمل العسكري مع السياسة وترابطهما مع بعضهما، فالسلطة تفاوض دون أي قوة على الأرض نتيجة عدم وجود تنسيق بين العمل المقاوم والتفاوض أو العمل السياسي، وهو ما جرى في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.
إبراهيم فريحات أستاذ العلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أكد وجود انسجام بين السياسة والأخلاق في الكتاب على اعتبار أن كيالي يميز أن العمل العسكري شرعي وأخلاقي ولكنه ليس بالضرورة الأجدى لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني.
واعتبر فريحات أن الكتاب قد ركز على طغيان العسكرة على العمل السياسي الفلسطيني، فهي ساهمت بحد معين، حيث انعكس ذلك على طبيعة علاقة الفصائل فيما بينهم، وأصبحت ديكتاتورية وافتقدت الديمقراطية، وعلاقة الفصائل مع المجتمع الفلسطيني.
من جانبه مؤلف الكتاب ماجد كيالي لفت إلى غياب البحث والتقييم للمراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، وللإخفاقات التي مرت بها.
واوضح كيالي أن التجربة العسكرية المسلحة أتت أوكلها أواسط السبعينيات باستنهاض الشعب الفلسطيني ووحدته، والاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار كيالي إلى أن تجربة الانتفاضة الأولى نجحت وهي جاءت من خارج تجربة الكفاح المسلح، لكن تم استثماره بأسوأ الطرق من خلال أوسلو.
الجدير بالذكر أن مؤلف ماجد كيالي: نقاش السلاح، يأتي في سياق مشروع نقدي عكف الباحث طوال سنوات الاشتغال عليه، بدأه في كتابه حول نقد التجربة الفلسطينية/ الثورة المجهضة، وأتبعه بكتاب فتح خمسين عاما، وأخيرا: نقاش السلاح.
https://www.palestineforum.net/%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%b4%d8%a9-%d9%85%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b4%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d9%87-%d9%86%d9%82%d8%a7/