يشيع اليوم في  القرية الجارة بيت جن الرابضة على أكتاف جبل حيدر وتحت أعين الجرمق الثاقبة الكاتب والسياسي المناضل محمد نفاع أبو هشام، الذي جمع بطبيعية وتلقائية “المفهوم ضمنا” بين القضية الوطنية والسياسية العامة والحفاظ على الهوية الوطنية والرواية التاريخية (خاصة في أدبه) وبين الحفاظ على عروبة الطائفة الدرزية والتصدي للمخططات  الصهيونية في فصل الدروز عن أمتهم العربية. عشرات وعشرات من السنين مرت باعدت وقاربت وباعدت بيننا ولكن شخصية وخصال ومزايا المناضل محمد نفاع لم تتغير : التواضع  الأصيل الطبيعي وغير المتكلف، الإخلاص وصدق النوايا ونقاء السريرة ، عدم المزاحمة ليكون في الصفوف الأولى أو البروز بأي طريقة  إلى درجة الانزواء والتهرب من الكاميرا، هل يعرف أحد عدد المرات التي مشى فيها محمد نفاع من الرامة إلى بيته في بيت جن خصوصا ليلا بعد عودته في الباص من عكا أو من أي مكان يقوم به بواجباته الحزبية ويعود في ساعات متأخرة من الليل،  ليس فقط في عهد الشباب وإنما حتى قبل سنوات قليلة وحتى بعد أن جرب كعضو كنيست لفترة قصيرة ميزات الوظيفة. عاش معتمدا على راتبه الحزبي المتواضع طيلة حياته وكان تجسيدا حيا لكل ما ناضل من أجله من قيم وأهداف سامية.  وأضيف من تجربة شخصية كان أبو هشام رغم تمسكه بالمبدأ والانتماء الحزبي الشيوعي  منفتحا على الآخر  يحاور بدون تعصب أو عصبية ولا يدع الخلاف يفسد للود قضية. رحمه الله وطيب ذكراه، تعازينا لإم هشام نايفة نفاع ولكل العائلة ولكل الرفاق والأصدقاء ولشعبنا عامة بهذا الفقدان الأليم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *