وداعاً حاتم علي…ستبقى في قلوبنا وذاكرتنا..
رحل حاتم علي…
خبر موجع اخر، ويا لأوجاع السوريين…
ثمة قصة ربما لا يعرفها كثر عن حاتم، الذي عاش في الحجر الأسود، جار مخيم اليرموك، وجار فلسطين كنازح من القنيطرة، والذي كان احد أعمدة فرقة عمال القنيطرة (المسرحية)، مع أصدقاء فلسطينين كثر في تلك الفرقة…اما القصة، وهي أساس معرفتي بهذا الشاب الرائع، والذي يألفه القلب من اللقاء الأول، فتمثلت بتلبيته دعوتي للمشاركة في أنشطة دورات لشبيبة فتح، نظمتها (1982 ـ 1983 ـ 1984)في معسكر الأشبال (في عدرا وبيت نايم في غوطة دمشق)، بين جملة فنانين أعزاء لبوا تلك الأنشطة (بينهم مصطفى الحلاج وحسين نازل وزيناتي قدسية وعبد الحي مسلم والفنان الشهيد عبد العزيز ابراهيم، وعبد المعطي أبو زيد ومانويل جيجي، ومحمد هجرس) وكل ذلك بجهود من الصديق العزيز محمود خليلي والاصدقاء كامل مزعل وفارس سمور وزيكوف وأبو الجاسم (محمد قاسم) وهيثم السهلي واخرون (معذرة لأي سهو)…وكانت الغاية من هكذا دورات تنمية مواهب الشباب، وتنمية وعيهم السياسي، وكان حفل التخرج عبارة عن حفل فني، ضمنه مسرحية، ومعرض فن تشكيلي، اي انه كان على خلاف كل أشكال المعسكرات التي كانت معهودة في تلك الفترة…وكان حاتم دوما في هذه الأنشطة ينقل تجربته للشباب، ويعدهم للمسرحية التي ستقدم في حفل التخرج…حاتم..ليس فقط مخرجا متألقا، فهو ممثل، أيضا، وكاتب قصة، وفوق كل ذلك انسان رائع، مع ضمير حي…حاتم باق في قلوبنا.
خالص التعازي لعائلته ولكل احبابه، ولرفاق مشواره الأعزاء: محمود خليلي، زيناتي قدسية، عبد الباري أبو الخير..
وداعا حاتم..شباب فلسطين في تلك الدورات يتذكرونك بكل خير…وداعا حاتم مخرج التغريبة الفلسطينية…والذي عاش مرارة اللجوء ومرارة التغريبة السورية..