هل تتهاوى السلطة الفلسطينية في قادم المواعيد؟

بعد قرار إغلاق شبكة الجزيرة الذي صدر بتاريخ ١/١/٢٠٢٥ وبالتزامن مع تواصل حصار جنين ومخيمها وخروج مظاهرات لفتح تؤيد العملية الامنية تتبادر أسئلة كثيرة في اذهنة الفلسطينيين عن مصير السلطة الفلسطينية كنظام سياسي فلسطيني يحكمهم بهذه الكيفية وذلك بالتزامن مع هبوب رياح التغيير في المنطقة ولا سيما بعد اقتلاع نظام الاسد في سوريا وفي ظل الغضب الفلسطيني العارم مع تواصل حرب الابادة الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة وتقاعس السلطة عن دورها الوطني.

يبدو أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وحزبها الحاكم فتح بشكل شبه كامل، فقدت كل صلاتها مع شعبها في الداخل والشتات بناء على خمسة أحداث متتالية لن تؤدي إلا إلى خضوع هذه المنظومة المتفردة والخاضعة للاحتلال للسقوط المحتمل قريبا، وهي:

أحدث العوامل التي ستؤدي للسقوط هو قرار مخابرات السلطة بإغلاق عمل قناة الجزيرة في الضفة المحتلة المتساوق مع قرار الاحتلال السابق بإغلاق القناة في أراضي ال48 وهو فعل يخدم الرواية الصهيونية ويسهم في إخفاء الحقائق والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ويتماشى مع تكميم الأفواه وتقييد حرية الصحافة العربية الفلسطينية في فلسطين المحتلة..

التآمر والتواطؤ سياسيا مع إبادة الفلسطينيين في غزة بدلا من نصرتهم سياسيا وعسكريا والسماح بالتحرك الشعبي والتنظيمي الفتحاوي لنصرتهم من الضفة.

انتصار الثورة السورية وانتهاء صلاحية فصائل دمشق والارتباطات المخابراتية بين سفارة السلطة الفلسطينية في دمشق ومخابرات الأسد وهو ما بات يشكل عبئا ثقيلا على هذه السلطة بشكل غير مسبوق، حيث كانت تجد عمقها في تلك المنظومة الاجرامية خلال السنوات العشر الاخيرة..

حصار أمن السلطة الفلسطينية وقتلهم المقاومين الفلسطينيين والمدنيين في جنين ومخيم جنين تحت ذرائع ومبررات لا تعادل اي اولويات وطنية حقيقية بدءا بابادة اهل غزة وذلك تزامنا مع مخططات حكومة الاحتلال لضم الضفة وجعل العام الحالي عام الضم وكل ذلك بدلا من مواجهة مخططات الاحتلال..

التنافر المتكرر بين أولويات سلطة عباس مع أولويات الشعب الفلسطيني في كل اماكن وجوده وإيجاد الذرائع لتسويق اولوياتها على انها اولويات وطنية حتى وان كانت تقود لطمس وقتل الفلسطينيين..

هذه العوامل بشكل عام، ودون الخوض في تفاصيلها، يبدو أنه حان الوقت لأن تقتلع رياح الربيع العربي والتغيير في المنطقة سلطة عباس دون رجعة وأن تقيد وتضبط وتنظف وتطهر كل الفصائل الفلسطينية وتردعها عن التفرد بالشعب والتورط في دماء الفلسطينيين، بل إن المواجهة المباشرة والاحتكاك المباشر بين الشعب والاحتلال في الضفة بشكل خاص واجتثاث السلطة وسحب البساط والتمثيل الدبلوماسي منها أفضل ألف مرة من وجود هذه السلطة وأقل ضررا على القضية الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني لديه مايكفي من طاقات وبدائل وطنية ويمكنه ترميم نفسه وإكمال النضال بمنأى عن هؤلاء الذين هم عالة ثقيلة عليه وباتوا شركاء في جرائم الاحتلال ضده. يبدو أنه حان الوقت بالفعل للتغيير وتبدو الفرصة مواتية لذلك.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *