هكذا احتال مسؤولين اسرائيليين كبار على عائلات المخطوفين وابتزوهم

المقدمة:
كتب جيل ديكمان هذه المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وديكمان هو ابن عم كارمل جات من كيبوتس بئيري، الذي تم اختطافه إلى غزة وقُتل في أسر حماس. وأعتقد أن ما يكتبه صحيح ، فأنا نفسي تعرضت لمثل ذلك عندما رفعت لافتة سياسية في تجمع جماهيري في ساحة المخطوفين وطلبت مني عائلات المخطوفين إزالتها.
وهذا ماكتبه جيل :
اتصل بي الكثيرون في الأيام الأخيرة ليسألوني عن الذي ابتزني بالتهديدات. ترددت في الإجابة. وتتعرض الآن عائلات المخطوفين المحتجزين في غزة لنفس الابتزاز تماماً.. لا أقصد تعريضهم للخطر أو الكشف عن التفاصيل في مثل هذا الوضع الحساس جدا . ولكن الحقيقة يجب أن تُقال – حتى نعرف كيف نحدد مثل هذا التهديد ونكشفه، حتى لا يتمكن أولئك الذين يهددون الآن، في بعض الأحيان علناً باستخدام أسماء مستعارة، من الاستمرار في هذا الابتزاز. إذن، إليكم بعض الأمور التي قيلت لي ولنا، بعضها من مسؤولين كبار للغاية، وكان هدفهم الوحيد هو إسكاتنا، وتخويفنا، وإعطاء الحكومة كل المبررات لمواصلة الحرب إلى الأبد والتخلي عن المخطوفين المحتجزين في غزة حتى يتم نسيانهم .
- “إذا تحدثتم ، فسيتحول عزيزك المخطوف إلى رمز ” – الترهيب الأكثر وحشية في القصة . بسبب قصة/النشر/نشاط عائلة إكس، حُكم على المخطوفين الذين يخصونهم . من الأفضل لك أن تلتزم الصمت، حتى لا يسمعوا عنك. هذا الاتهام الخبيث يلقي اللوم على العائلات، وكأنها هي التي تحدد من سيطلق سراحه ومن سيبقى أسيراً، ومن سيقتل ومن سيبقى على قيد الحياة. بينما في الواقع فإن إسرائيل هي التي تحدد من سيتم إطلاق سراحه ومن هو في خطر الموت. لأن إسرائيل هي التي قدمت القوائم التي تتضمن أسماء “المخطوفين الإنسانيين” وقررت من يبقى ومن يخرج ، وإسرائيل هي التي تحدد في أي منطقة ميدانية سيعمل الجيش الإسرائيلي فيها ومتى، حتى عندما يعلمون أن هناك خطر ملموس يتمثل بوجود مخطوفين هناك .
- “لا تتجرأوا على انتقادنا أنتم تؤذون جنود الجيش الإسرائيلي والعائلات الثكلى وإذا لم تكونوا لطفاء ، فإن الناس سوف يكرهونكم ” – أكثر الأشخاص المكروهين في البلاد – السياسيون – يقولون لعائلات المخطوفين أن الجمهور يكرههم . إذا تجرأنا فقط على قول كيف يعاملنا الوزراء وأعضاء الكنيست، وكم يكذبون علينا ويتهربون منا – فإننا “نجلب الانتقادات على أنفسنا” ويعاملوننا وكأننا سياسيين. عائلات المخطوفين الذين يأتون لزيارة العائلات المفجوعة، الذين يشكرون الجنود ويفعلون كل ما في وسعهم لتعزيزهم، أبناء العائلات الذين خدموا ويخدمون في الاحتياط – يخافون من الحديث عن عودة المخطوفين أو عن الضغط العسكري الذي يقتل المخطوفين، حتى لا يتم اتهامهم بإيذاء الجنود. يحدث هذا في حين أن الأكاذيب والتحريض ضد أفراد عائلات المخطوفين مثل عيناف تسينغاوكر وداني إلغارت، وضد حين أفيغدور وضدي ، الذين ينسبون إلينا دوافع سياسية بدلاً من الرغبة في إنقاذ حياة عائلتنا، يقودها السياسيون أنفسهم، ونشطاءهم وماكينات سمومهم . ينشرون الكراهية، وثم يهددون ” سيكرهونكم “.
- “لا تثيروا الضجة، فهذا سيؤدي إلى ارتفاع الأثمان ” – هذا التهديد الذي ظل يُهمس به لعقود من الزمن. والذي باسمه أسكتوا عائلتي منغستو وسيد على مدى عقد من الزمن، ولم يفعلوا شيئًا تقريبًا لإعادة أبرا وهشام. يقول لنا السياسيون: “لن نعيد أعزاءكم بأي ثمن ” ، وحينها حتى لو لم يتغير الثمن أو حتى ينخفض – فإنهم لا يعيدونهم إلى بيوتهم . قال لنا كبار المسؤولين في غرف المفاوضات بشكل لا لبس فيه أنه لم يتم تشخيص أي صلة بين الضجيج الذي تسببه العائلات وبين الثمن . لا بالنسبة للمخطوف ولا بالنسبة للصفقة كلها . الشيء الوحيد الذي يفعله الاهتمام العام هو دفع الصفقة . ومن لا يريد الصفقة يهدد بأن الضجيج سيرفع الأثمان .
- “لا تقولوا إن الحكومة تخلت عن الرهائن، وإلا فإن حماس ستصدق ذلك وتقرر إيذاءهم” – وهذا تهديد جديد سمعته للمرة الأولى هذا الشهر. افهموا عمق التلاعب: منذ عام ونصف، اختارت الحكومة شن حرب تعرض حياة المخطوفين للخطر، وتؤذيهم، وتقتلهم وتشوههم، وتترك حماس في السلطة وتتخلى عن المخطوفين – لكن غير مسموح للعائلات بالكشف عن هذا، لأن مجرد قول ذلك سيؤدي إلى قيام حماس بإيذائهم.
- ” إحذروا من الكشف عن أنكم تلقيتم إشارة حياة ، فهذا لن يحمي مخطوفكم . نحن نعرف كيف نحمي المخطوفين بأنفسنا لأننا نعرف أين هم ” – على مدى فترة طويلة، تعاونت العائلات ورفضت الإفصاح عن كيفية تأكدها من أن مخطوفيها على قيد الحياة، إلى أن اكتشفوا أن مسؤولين اسرائيليين كبار أبلغوا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأن “معظم المخطوفين أموات ” من أجل أن يشرحوا له أنه ليست هناك حاجة إلى صفقة. وفيما يتعلق بالموقع، فقد اعتمدت العائلات على الجيش الإسرائيلي بأنه إذا التزموا الصمت ولم يقولوا أين يتواجد مخطوفيهم، فإن الجيش سيعرف كيف يحميهم بنفسه وسيتجنب العمل في منطقة قد يتعرضون فيها للأذى. لكن الحقيقة هي أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه في أغلب الأحيان أي فكرة عن مكان وجود جزء كبير من المخطوفين. وعندما يطلب منه أن يقرر ما إذا كان سيعمل في مكان معين، ولا يعرف ما إذا كان هناك مخطوفين هناك أم لا، فإنه غالبا ما كان يختار العمل وتعريض المخطوفين للخطر وحتى التسبب في موتهم .
. حتى هذا كانوا يحذروننا من قوله ، ” حتى لا نضر بالأمن ولا نمنح جائزة لحماس ” . وبينما امتنعنا عن الكلام، أدى الضغط إلى مقتل 41 مخطوف . وقد يجلب ذلك المزيد. - ” إحذروا من انتقادنا لأن
هذا يزيد من الانقسام في صفوف الشعب ويقوي حماس” – أصبحت عائلات المخطوفين، في نظر الحكومة، مسؤولة عن الانقسام بين الشعب. نفس الحكومة التي ترسل الجنود إلى المعركة بينما تمرر التشريعات الحزبية، وتحرض ضد القضاء وأجهزة الأمن والإعلام ونصف الشعب، نفس الحكومة التي عززت حماس لمدة عقد من الزمن بالمال وتستمر في تعزيزها الآن بعد أن تركت المخطوفين في أيديها، تتهم عائلات المخطوفين بتعزيز حماس . العديد من العائلات خائفة وصامتة. والانقسام يتعمق أكثر فأكثر. - “لا تدعو حكومتنا تسقط إقنعوا الأحزاب بعدم حل الحكومة وشجعوا الأحزاب الأخرى على دعمها وتأييدها ، إذا لم تكن هناك حكومة، فإنه لن يكون هناك مخطوفين ” . – من الصعب تصديق أن هذه الجملة قيلت، ولكنها تكررت بصيغ مختلفة لأكثر من عام. وكأنه لم تتم إعادة مخطوفين خلال فترة الحكومة الانتقالية؟ وكأن تعزيز استقرار الحكومة أو كسب شركاء جدد لها، ليس عملاً سياسياً ؟ ويقول سياسيون للعائلات بأن إعادة المخطوفين هي السبب لمواصلة دعم الحكومة. ولكن هذا بالضبط هو السبب الذي الذي يدفعهم إلى الاستمرار في إبقاء المخطوفين في غزة، حتى تستمر الحكومة في الوجود . ولم يعد المخطوفين مجرد رهائن لدى حماس، بل أصبحوا رهائن لدى الحكومة.
حتى الان هذه بعض التهديدات التي يصل الكثير منها بطرق خفية، من مصادر مجهولة ، وأحيانا من أشخاص يقدمون أنفسهم وكأنهم جاءوا فقط للمساعدة . ويستمر هذا الابتزاز حتى الآن. لكننا توقفنا عن الخوف. ومن واجبنا، ومن واجب وسائل الإعلام، وواجب المواطنين، وأولئك الذين لم يكن لهم مخطوفين في غزة ، أو الذين عاد مخطوفيهم اليهم بأكياس ، أن يشيروا إلى هذه التهديدات في كل مكان. من أجل العائلات ، ومن أجل المخطوفين – ومن أجلنا.
لموقع العبري : لاصلة له