هذا يوم الارض…لكن كل ايام الفلسطينيين هي ايام ارض,,, لأنه ليس لديهم ارض خاصّة…يعيشون فيها حياتهم وينسجون فيها هويتهم المشتركة.. ويداعبون من فوق ثراها سماءها بمخيّلاتهم، وبآمالهم ويحلّقون من عليها بأحلامهم وحتى بأوهامهم..
يوم الأرض هو يوم اشعال جذوة الهوية الهوية الوطنية الفلسطينية وتعزيز وحدة الفلسطينيين كشعب، في 48 وفي 67 وفي المنافي في بلدان اللجوء والشتات…
في فلسطين هذا يوم يؤكد فيه الفلسطينيون جميعهم تحديهم لإسرائيل، للاحتلال والاغتصاب، ومقاومتهم لهذه الدولة المصطنعة الاستعمارية والعنصرية والمجرمة…هو يوم يؤكد الفلسطينيون فيه لذاتهم ولعدوهم وللعالم بأنهم صامدون ويواصلون العمل والامل والحلم…
في المنافي، اي في بلدان اللجوء والشتات يعيش الفلسطينيون ارضهم المتخيّلة فيحيونها في ذاكرتهم …ومالهم وقلوبهم …ويغرسونها في قلوب ابنائهم…لذا يرحل الكبار ..ولكن الصغار لاينسون.. هكذا لم ينس جيلي الذي ولد بعد النكبة فلسطين وهاهم الأبناء والاحفاد يبدون أكثر فلسطينية….
يوم الأرض هو يوم للإنسان يوم لمقاومة الطغيان ..للانتصار للحياة.. للحقيقة والعدالة والحرية والكرامة..
صوت الفلسطينيين هذه الأيام واحد مع شاعر الحلم والامل والحرية مع محمود درويش:
ايها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و أنصرفوا
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف – ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر …فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء و علينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء
ايها المارون بين الكلمات العابرة…آن ان تنصرفوا
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا…فلنا في ارضنا مانعمل
ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل..ولنا الدنيا هنا…و الاخرة
فاخرجوا من ارضنا من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا من كل شيء،واخرجوا
من مفردات الذاكرة ايها المارون بين الكلمات العابرة!..
(متل اليوم 2012)