هذا مشروعهم أين مشروعنا؟!

لا نقاش على دموية الاستعمار الصهيوني واستهدافه حتى احلامنا.. لا جدال على حقيقة انه هو من بدأ هذه الحرب الاخيرة.. لا سؤال حول مصداقيه وصلابة من واجه ودافع واطلق الصواريخ وزرع الرعب في صفوف الاسرائيلين وشل حياة اكثر من مليونين منهم والمجد والخلود لكوكبة الشهداء منهم القادة والعامة.

النقاش حول الاسأله التي تفجر رأسنا ونخاف طرحها والجواب عليها خوفاً من مقولة طعن الثورة وتثبيط عزيمة الأمة؟!

الحوار يا سادة النقاء الثوري حول كيف الة بنا الاوضاع في غزة بعد 15 عام حصار فاشي جاعة الناس فيه وتركت في العراء بلا حلم ولا دواء على مسمع ومشاهدة من العرب والعجم والغرب والشرق وحتى الفلسطينين نفسهم لم يكونوا خارج هذا المشهد..

نعم كيف هزمتنا إسرائيل في معادلة الأمن مقابل رغيف الخبز حتى اصبح حلمنا التصاريح للعمل فيها ونلعن ابو الصواريخ ونتهمها بسبب اوضاعنا وهي اشرف وانقى حالة ثورية في غير زمانها ومكانها الواقعي.

غزة ومأساتها ودب الصواريخ عليها ومنها حاضرة معنا في النقب.. من منكم بعيد عن غزة قد لا يعايش مأساة شعبنا النازح والمهرب في ازقة الشوارع لتوفير مصروف يبعث به لأهله… أم تركت اطفالها الصغار عند جارتها الصديقة بعد ان استشهد والدهم في معركة سيف القدس الاخيرة وتسألني كيف المساعدة لنأتي بهم اليها ولو تهريب.

واخرى رافقت زوجها للعلاج وافترقا في عملية تهريب بحثاً عن رغيف الخبز.. هو عاد الى خان يونس مع سبعة اطفال وهي منذ عام تعمل لليل نهار وتبكي شوقاً لصغارها وزوجها والله لم تتعدى الاربعين كزهرة خريجة جامعة يا سادة.

ام تطفي ثلاجتها لانها خالية من اي شيء وتبكي عجزاً امام طفلها حينما يطلب منها نصف شيقل يا سادة ليذهب الى المدرسة.. عائلات غزة تبحث عن ٦٠٠ شاقل شهري واقل لتعيش بكرامة ايها الناس الثوار والثورجيين، الوطنين منكم والمتفرجين دون ان استثني اصحاب الثورة والقرار.

نعم في الصراعات التاريخية والمواجهات الدامية مع استعمار فاشي كحالتنا القاعدة التكتيكية تقول: لا تلعب في ملعب قوة عدوك. اختار انت الملعب الأقوى لتعد العدة خطوة خطوة وبنفس طويل. وأول الخطوات الحصانة والتماسك الاجتماعي والاقتصادي والجهوزية النفسية والتنظيم والحاضنة السياسية والشعبية الاقليمية والعالمية..

حان الوقت لنختار ملعبنا الأقوى في هذه المرحلة وهو المقاومة المدنية الشعبية الفاعلة للصمود والبقاء على الأرض وبلورة هويتنا الجمعية في فلسطين كلها والشتات تحت شعار وحدة الأرض، الشعب والقضية.

اقول هذا لأن إسرائيل الغت حل الدولتين ووحدتنا على أرض الهزيمة وتخطت والغت تمزيع اوسلو لنا واقامة دولة الابارتهايد والفصل العنصري الواحدة بين النهر والبحر.

هذا مشروعهم أين مشروعنا؟!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *