هذا الصباح…
في المسار الصباحي على مرتفعات الكرمل وجهت نظري كعادتي نحو البحر. كانت الغيوم تغطي السماء، وبينما ظهر الشاطئ واضحاً إلا أنني لم استطع رؤية الجبال في الأفق.
في مسارات الشتاء كانت الرؤية واضحة وكنت أشاهد الثلج على جبل صنين المطل على حيفا من مسافة ابعد بما لا يُقدّر عن المسافة الحقيقية…
دارت في رأسي كلمات أغنية “يا حجل صنين..”، فبحثت عنها في هاتفي ووضعت السماعة في اذني وبت أدندنها، بينما تبحث عيوني عن حجل الكرمل التي باتت مشاهدته شبه مستحيلة. بحثت عنه على الصخور المحاذية للشارع فمن عادة الحجل ان يتحرك مع صغاره على الارض، ويطير عندما يستشعر الخطر…
واذ فشلت مساعيّ في البحث على الارض ارتفعت عيوني نحو السماء لاشاهد سرباً من طيور السنونو، المبتهجة دائماً والحائرة ابداً… فتذكرت أننا كثيراً ما نجد شيئاً خلال بحثنا عن شيئٍ آخر…. وقد نحصل على معلومة مثيرة خلال بحثنا عن جوابٍ لسؤالٍ بسيط… فالأهم أن نواصل البحث…
مررت بالدير فوجدت باب الكنيسة مفتوحاً، نظرت لملابسي فوجدتها ابسط من أن ادخل بها كنيسة، فلقد اعتادت أمي أن تلبسنا أجمل الملابس في زياراتنا لكنيسة القرية في طفولتنا. عدت لزماني ومكاني ونظرت ثانيةً لاقتنع انهم بالحشمة المطلوبة لزيارة المكان، فولجت من الباب. نظرت نحو تمثال العذراء وابنها الجالسين في مكان مرتفع يستقبلان به زوار الكنيسة فالقيت عليهما السلام ثم نزلت الدرجات في مغارة “مار الياس” لأجد تمثاله محاطاً بالزهور ولافتة تطالب الزوار عدم إضاءة الشموع، منعاً لتلويث المكان بدخانها…
تذكرت تحليلاً للراحة النفسية التي تبثها داخلنا إضاءة الشموع بأنها بواقي من حياة الانسان القديم، حيث كانت النار تضيئ عتمة المغر القديمة فتزيل من القلوب خوفها من العتمة على أنواعها. قلت في نفسي خير الشموع هي التي تضاء في القلوب….