ممنوع الوقوع في الأخطاء التالية؛ لأنها أخطاء قاتلة:

الدخول في سجالات حول جدوى الصواريخ، ولماذا الآن؟ وهل خدمت قضية القدس، أم غظت عليها؟ هل ستمنع اندلاع انتفاضة شعبية، أم ستقويها؟ هل سنخسر بسببها التضامن الدولي، أم إنها ستعيد إحياء القضية الفلسطينية وطرحها بقوة؟  هذه أسئلة مشروعة، ومحقة، ولكن ليس أوانها.. بعد انقضاء المعركة سيكون لدينا وقت كافي للتساؤل، والنقد، والمراجعة، والمحاسبة، وتقييم الموقف..

الآن، الأسئلة المشروعة فقط:  كيف نصعد المواجهات؟ كيف نقوي جبهتنا الداخلية؟ كيف نستثمر صواريخ المقاومة، وكيف نجعلها جزءا أساسيا من معركتنا السياسية؟ كيف نعيد طرح القضية الفلسطينية في الساحة الدولية  من جديد؟  الآن، نحن في خضم معركة وطنية شاملة، وغير مسموح بالحياد.

المناكفات الحزبية والفئوية، والتسابق على تسجيل مواقف، والمزايدات، وتوزيع الاتهامات، وحملات التشكيك والتخوين، وتصفية الحسابات السياسية.. هذا كله تشتيت للجهد، وإضعاف للجبهة الداخلية، وهز لمعنويات الشعب، وحرف للبوصلة، وتحويل الصراع الوطني إلى تناقضات داخلية.. لنرتقي في هذه اللحظة التاريخية، ونتجاوز الخلافات، ولنتحد جميعا خلف المقاومة..

إظهار ما يحدث وكأنه صراع بين إسرائيل وحماس.. هذا بالضبط ما تريده إسرائيل، وما يخدمها سياسيا وإعلاميا؛ فحماس في نظر المجتمع الدولي المنافق والظالم هي حركة إرهابية؛ وبالتالي استهدافها سيكون مشروعا ومقبولا، أو على الأقل يعطي إسرائيل ذريعة لتبييض موقفها وتبرير سلوكها العدواني.. المعركة اليوم هي معركة الكل الوطني ضد العدو المركزي..

الفئوية المقيتة، والتعصب الحزبي، وضيق الأفق عند البعض (وهم قلة بالمناسبة) حجب عنهم رؤية مشاهد الفرح والنشوة لدى جماهير شعبنا، وهم يتابعون إطلاق الصواريخ، وهي تنهال على الأهداف الإسرائيلية.. لنتذكر أن من يطلق الصاروخ هو فلسطيني أولاً، وهذه الصواريخ تدك أهدافا إسرائيلية..

أين المليار مسلم؟ وأين العرب؟ وأين إيران؟ وأين تركيا؟ وأين حزب الله؟ وأين المجتمع الدولي؟ وأين السلطة؟ وأين الوزراء؟ وأبناء القيادات؟ وحملة ال V.I.P، وأين قوائم التشريعي؟ وأين الفصائل؟ بغض النظر عن مشروعية هذه الأسئلة، إسأل نفسك أولاً: أين أنا؟ وماذا فعلت؟ وماذا يمكنني أن أفعل؟

من غير المسموح المزاودة على الضفة الغربية.. مدن الضفة وقراها ومخيماتها خرجت بمسيرات شعبية حاشدة، واشتبكت مع الجنود على الحواجز، وقدمت شهداء.. الجماهير لا تتحرك بكبسة زر، الضفة الغربية، وكما هي غزة منذ ال67 ولغاية اللحظة وهي تقاوم وتشتبك وتناضل، بنَفَس طويل، وضمن الإمكانيات المتاحة، بل بما يفوق قدراتها.. لا يوجد بيت فلسطيني يخلو من شهيد أو أسير أو جريح أو مناضل.. هذه ليست أول معركة، ولا أول مواجهة، والنضال الفلسطيني لم يبدأ اليوم.. ولأصحاب الذاكرة القصيرة والرؤوس الحامية نقول لهم توقفوا عن المزايدة.. وإعطاء دروس في الوطنية..

تحية إجلال وإكبار لمقاتلي القسام، والجهاد، والشعبية، وفتح، ولكل فلسطيني صامد فوق أرضه..

قلوبنا مع غزة وأهلها، وكان الله في عونهم..

وتظل القدس معركتنا الأساسية، ومهبط أفئدتنا..

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *