نوعان من الأخوة الدروز (ومعهم أخوات) ينبغي أن يُجريا حساب نفس جدّي وعلنيّ قبل أن يفلحوا في الناس ويكتبوا ويُعقّبوا ويقترحوا ويُناقشوا،

النوع الأول ـ أولئك الذين قضوا أعمارهم في حضن المؤسسة الإسرائيلية يخدمونها ويضربون بسيفها، منهم موظفون سابقون في القطاع العام، ومنهم ضباط سابقون في الجيش وأجهزة الأمن برتب عالية، ومنهم شبّيحة أحزاب ومنهم ومنهم ـ هؤلاء لا يستطيعون أن يأتوا بأي كلام وقد كانت حصيلة كل تجاربهم ضمن “حلف الدم” الموهوم قانون القومية العنصريّ الذي يُعتبر بصقة في الوجه، والقانون الأخطر ـ قانون كمينتس وتضييقات على البناء والتطور في القرية الدرزية ـ كنتُ أتوقّع منهم أن يجروا حساب نفس وأن يُراجعوا وأن يسألوا أنفسهم والمؤسسة العنصرية ـ ما الذي حصل قبل أن يسطّروا أو ينطقوا بكلمة واحدة أو قبل أن يتمادى بعضهم على الشرفاء.

النوع الثاني ـ أولئك من الدروز الذين يعتقدون أنفسهم “مناضلين” و”وطنيين” وما إلى ذلك وهم في الوقت نفسه ـ يؤيّدون طاغية الشام ونظاما مستبدّا اغتال شعبه وشعب لبنان وكما جنبلاط والشيخ وحيد البلعوس ورجاله ومئات من دروز الجبل ومئات الآلاف من السوريين والسوريات وسلّم بلاده لخمسة احتلالات ـ هؤلاء، أيضا، لا شيء يقترحونه على الدروز هنا أو في سورية ولبنان سوى تأييد الطُغاة ـ هؤلاء أيضا عليهم إجراء حساب نفس وأن يُراجعوا مواقفهم هذه قبل أن يعودوا من باب محنة الدروز بخطابهم المتقادم وأخلاقياتهم المثقوبة.

كل الدروز في كل المواقع مطالبون بحساب نفس ومساءلة صادقة إذا أرادوا الحفاظ على تاريخهم وأنفسهم وكراماتهم ـ وهذا النوعان هما مطالبان بحساب أشدّ وأقسى قبل أن يقترحوا أنفسهم “مخرجًا” مما وصلت إليه الطائفة المعروفية في إسرائيل.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *