
لا أدعو للتصويت ، بل أدعو للتصويت للتجمع، ولسامي أبو شحادة.
يسألني سائلٌ، أنتَ أعلنتَ أنّك مقاطعٌ، ولم تُصوّت في دورات الإنتخابات الثلاث الاخيرة، مالذي حصل؟
الجواب؛ نعم صحيح. ولا زلتُ أرى أن المقاطعة استراتيجية فاعلة ومهمة ، اذا أُجيد استعمالها، من خلال تحقيق أوسع جبهة شعبية، مع وضوح البرنامج والهدف، ولا ارى أن هذا الامر متحقق حاليا. و لكن لا بد أن يبقى هذا الخيار في ذهن الجميع.
لكن نحن اليوم وُضعنا في ظرف لم يتوقعه أحد ، إذْ أنّ حزباً وطنياً مركزياً ومهماً، عندما بدأ بمراجعة أخطائه، ويعودُ إلى دوره الوطني الأصيل، تعرّض لـمؤامرة خسيسة استهدفت خنقه وتصفيته حتى لا يستطيع استكمال المراجعة، و حتى لا يكون عقبة أمام المتآمرين، العرب والصهاينة، الذين يسعون الى تحويلنا لمجرد لعبة رخيصة في أيدي معسكرين صهيونيين، يتنافسان على من يكون اكثر وحشية وتدميرا لشعبنا.
وأنا لا أدعو للتصويت. أنا أدعو للتصويت للتجمع، نقطة، بما له وما عليه . فهو ما تبقى لكم، في ظرف الانحلال المريع، الراهن، الذي أدخلتنا اليه قيادات الاحزاب العربية، والذي نعيش تداعياته الكارثية.
أولاً ؛ على المستوى الأخلاقي، فإن التصويت للتجمع يعني أننا لن نسمح بـأنْ يمرّ سلوك الغدر مرّ الكرام. واجبنا، كمجتمع، ردع هذا السلوك المشين ، والمساهمة في إعادة الإعتبار لقيم الوفاء، واعادة ثقة الناس بأنفسهم، وبقدراتهم . هناك أناس مقاطعون مبدئياً ، ولكنهم أعلنوا موقفهم ضد الغدر بصورة قاطعة. وتضامنوا مع سامي ابو شحادة. وهذا موقف أخلاقي .
الثاني؛ أدعو للتصويت للتجمّع، وهو الحزب الوحيد المستهدف ليس انتخابياً فحسب، بل الأهم، سياسياً . ولو كان مستهدفاً انتخابياً، و خاصةً عندما كانت حالته السياسية رثة في السنوات القليلة الماضية ، لما اكترثتُ. ولكنه مستهدفٌ سياسياً، ووطنياً واخلاقياً، لانه بدأ يعود الى دوره الاصيل، ليفتح الأفق مجدداً نحو استعادة السياسة بوجهها الأخلاقي، لعموم التيار الوطني، وليس لحزب التجمع فقط. ولمن ينسى، نُذكّره بأنّ التيار الوطني أوسع من دائرة التجمع.
نحن على عتبة مرحلة سياسية وثقافية جديدة، تتجلى معالمها بين الناس، وفي التفاعل الشعبي الواسع وغير المسبوق مع هذه العودة المظفرة الى الفكرة الوطنية. فالتجمع بما يمثله ، وما سيضيفه من اجتهادات في المستقبل، يحتاج الى الدعم الواسع، والإسناد الحقيقي حتى يستطيع المساهمة إلى جانب كل الوطنيين، في تبييض وجه فلسطينيي ال ٤٨، والعمل من أجل تحقيق حقوقه اليومية والقومية.
لا يُعقل أن يواصل الذين تحالفوا مع حكومات المستعمرين القتلة، أو المتآمرون، انتحال وجهنا، أو تمثيلنا. شعبنُا يستحقُّ أن تمُثله قوى وطنية أصيلة، جريئة، وصادقة، وأمينة.