نظرة على مؤتمر الأمن MEAD الذي جمع خمسة وزراء خارجية من الشرق الأوسط

انعقد مؤتمر MEAD، الذي يتولى تنمية العلاقات المؤثرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط أنطلاقا من وجهات نظر متنوعة، هذا العام في أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة ، بهدف واضح : وهو التأثير على رسم سياسة الشرق الأوسط، بمشاركة مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول المنطقة.
حضر المؤتمر وتحدث على المنصة الرئيسية خمسة وزراء خارجية حاليين – وزراء خارجية إسرائيل ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وأذربيجان.
لم يكن بالامكان تجاهل الفضول الكبير الذي أثارته مقابلة وزير الخارجية الاسرائيلي ساعر في المنتدى المغلق والرغبة التي تلت ذلك للتواصل معه لإجراء محادثات قصيرة معه بعد نزوله عن المنصة. ممثلية كبيرة عن إدارة ترامب تغيبت عن المؤتمر لأنه في اللحظة الأخيرة تقرر عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الحكومة نتنياهو .
من هو المسؤول الكبير الذي استمع إلى غالانت؟ :
أثارت أقوال وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، الذي أجريت معه مقابلة على المنصة ، الاهتمام أيضًا حيث أثار مرارًا وتكرارًا موضوع إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين لدى حماس . ومسموح القول أيضا بأن رئيس دولة سابق تشن إسرائيل حرباً ضده منذ عام ونصف جلس بين الحضور واستمع إلى كلماته . وهذا ما حدث أيضاً عندما تم إجراء مقابلة مع منسق شؤون الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الحكومة ، العميد (احتياط) جال هيرش، الذي أكد أمام جميع المشاركين في المؤتمر على الأهمية العليا لإعادة المخطوفين .
حضور من لبنان والمملكة العربية السعودية :
كما حضر مؤتمر ميدا عشرات من كبار ممثلي الحكومات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، ورجال أعمال من دول لايوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها من بينها : الاردن، وقطر، والكويت، ولبنان، وعُمان، وماليزيا، والمملكة العربية السعودية. وحضر المؤتمر أيضا مندوبين عن صوماليلاند ( جمهورية أرض الصومال ) ، وهي كيان سياسي في أفريقيا يحد إثيوبيا وجيبوتي، وتقع على بعد 80 كيلومترا من الحوثيين، وتم طرح اسمها مؤخرا على أنها قادرة على استيعاب فلسطينيين قد يوافقون على مغادرة قطاع غزة طواعية.
أحد أعضاء وفد صوماليلاند صافح وزير الخارجية ساعر، وأبدى رفاقه اهتماما كبيرا بالحصول على منح دراسية للطلاب في جامعات إسرائيل.
تحول المؤتمر إلى نقطة التقاء غير مسبوقة، مع بلدان مهمة للغاية، لا يمكن ذكرها جميعًا بالتفصيل، لكن الحوار بين القاعة الرئيسية والغرف الثانوية والنقاشات المثيرة ، رمز بشكل خاص إلى حدوث تغيير كبير في الديناميكا الإقليمية وفتح قنوات جديدة للحوار وطرق أخرى للتفكير بين الدول .
قوة الجيش الإسرائيلي :
في الحوار غير الرسمي في الفترات بين الحوار على المنصة واستراحات القهوة والكعك، برزت مرة أخرى قوة الجيش الإسرائيلي الذي يقاتل على سبعة جبهات في وقت واحد، على الرغم من فشله في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في التحذير وإحباط الهجوم القاتل والمذبحة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية . تحدث الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بوعز ليفي عن التهديدات الباليستية التي تهدد دول الشرق الأوسط، واتجهت الأنظار إليه باعتباره المسؤول عن تطوير منظومتي “حيتس 2″ و”حيتس 3” والذي يعمل حاليا على تطوير “حيتس 4” وأنظمة متقدمة أخرى . وقد أثارت هذه المنظومات الإهتمام في جميع أنحاء العالم.
المخطوفون قبل كل شيء :
في الأجواء المريحة خارج الغرف، كان من الممكن سماع موقف واضح ضد إيران، وضد أسلوب ” الوكلاء ” الذي تستخدمه من أجل زعزعة استقرار الشرق الأوسط، ولكن أيضا الإحباط والخوف من أن الولايات المتحدة لا تشارك حلفائها في تفاصيل المفاوضات مع الإيرانيين – والخوف من أن تؤثر القرارات الأحادية الجانب على مستقبل الشرق الأوسط .
المسألة المهمة الأخرى التي حضرت بشكل متكرر هي مسألة المخطوفين ، والحرب في قطاع غزة ، والسيطرة على القطاع في اليوم التالي، والسبل لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وكيفية المضي قدما إلى الأمام . أعرب مسؤولون أجانب عن تفهمهم بأنه لن يكون هناك تقدم بشأن الصراع دون عودة المخطوفين الـ59. كما برزت المسألة السورية بشكل خاص في إطار الجهود المبذولة لفهم من يحرك الخيوط خلف الكواليس وما هي مصالحه .
التفاؤل في الشرق الأوسط :
بشكل عام، أظهرت المحادثات والمقابلات ومحادثات القهوة، أكثر من أي شيء آخر، أن المواقف خلف الكواليس تبدو مختلفة، وأكثر براجماتية، وتتجنب الاحتكاك، وتسعى أكثر إلى السلام والاستقرار . وتبعث بشكل خاص الأمل والتفاؤل بأن الأمور يمكن أن تتم بشكل مختلف، ويمكن رسم الشرق الأوسط بطريقة أفضل للمساهمة في الأمن والاستقرار الاقتصادي. وبالإضافة إلى ذلك، قال أحد كبار المشاركين في المؤتمر بأن الأجواء الإيجابية التي تعقب الاتفاقيات تؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالحاجة إلى الاسراع نحو الاتفاق التالي، وربما أنه من الصواب أكثر التركيز على الاتفاقيات القائمة، وتعزيزها بشكل كبير حتى تصبح قوية ، ومن ثم التحرك نحو الاتفاقيات التالية.
المصدر: موقع : واللا