“نظام أبيض” و”أيادٍ سوداء”، عن قانون منع لم الشمل
ما هي دلالة تصويت خمسة أعضاء عرب في الائتلاف الحكومي كنواب ووزراء ـ وليد طه، غيداء زعبي، منصور عباس، ابتسام مراعنة، حمد عمّار (وامتناع مازن غنايم وسعيد الخرومي في إطار تفاهم مع الوزيرة شكيد) مع اقتراح الحكومة تمديد سريان مفعول أمر منع لم شمل العائلات الفلسطينية على جانبي “الخط الأخضر” هو بمثابة اشتغال أيادي “سوداء” في خدمة نظام “أبيض”. وهي حالة معروفة في الحالات الاستعمارية حين كان المستعمِرون يستعملون أهل البلاد الأصليين لتمرير مشاريعهم.
فالفرنسيون استعملوا سكان مالي والسنيغال في قمع الجزائيين. واستعملوا الجزائريين في قمع غيرهم من أهالي أفريقيا. والمستعمرون البريطانيون استعملوا أهالي القارة الهندية ضد بعضهم. وهكذا إسرائيل الرسمية تستعمل عربًا لتنفيذ مهمات قذرة في إطار الاحتلال واستعملت أهالي جنوب لبنان لقمع أهالي جنوب لبنان. وها هي النُخب الإسرائيلية “البيضاء” تستعمل “سًمر البشرة من العرب وأياديهم لتنفيذ عمل “أسود” قمعيّ في جوهره ضد أناس “سود البشرة” هم الفلسطينيين الذين ينتمي إليهم المذكورة أسماؤهم.
لم يعد الأمر كما يحلو لعيساوي ومنصور أن يصوّراه مسألة موارد سيحصلان عليها أو تفاهمات مع وزيرة الداخلية ـ هذا خطاب رخيص تمامًا يُحاول أن يختزل شعبا تاريخه وحقوقه في توليفة تُبقي الحكومة حيّة تُرزق بثمن دوس أحد أبسط حقوق الإنسان الفلسطيني وتكريس قهره ومنع تنقّله الحرّ في وطنه وزواجه بشكل حرّ ممن يُريد. هذه هي خدمة أدّاها المذكورون بوعي وطوعًا لنظام أبرتهايد واضح المعالم ـ خاصة بعد قانون القومية.
هذا هو “النظام الأبيض” الذي يُجيد تحريك “الأيادي السوداء”.
هو خدمة وضيعة لنظام استعماريّ.
هو بيع الحقوق الأساس بثمن بخس.
هو إدارة ظهرك لشعبك والانحياز المقيت لمنظومة القهر.
تُرى أي شيء يُبرّر تأييد قانون يمنع آلاف العائلات الفلسطينية من لملمة أفرادها في بيت واحد؟