نتنياهو وائتلافه..الكابوس “أعداء السامية الجدد”

تقديم :

مقال ب مايكل يتسم بالجرأة في الربط بين النتائج والأسباب . ويكشف ترابط مصالح النظام الصهيوني القائم مع أعداء السامية والتغذية المتبادلة بينهما . ورغم أنه لا يتطرق إلى قدم تاريخ هذه العلاقة وعلاقتها بنشأة الصهيونية . ولا يشير إلى الدور الرئيس للتحالف الصهيوني النازي ودوره الرئيس في إنشاء المستعمرة الصهيونية في فلسطين . / اتفاقية هعفراه للنقل الموقعة في 15/8/1933 بين الاتحاد الصهيوني الألماني والوكالة اليهودية وبين النظام النازي الألماني.

وأسهمت آنذاك في تهجير نحو 60.000 يهودي الماني إلى فلسطين خلال الفترة 1933-1939.

ويقصر اهتمامه على الوضع الراهن دون ربط الحاضر بالماضى. ويسلط الضوء على قضيتين تتصلان بظواهر الخلل البنيوي وليس بجذوره . فيركز على قضيتين:-

– دور السياسات والسلوكيات الاجراميه الاسرائيلية في تأجيج العداء للسامية .

– وتوظيف إسرائيل معاداة السامية لتبرير جرائمها.

ويشير الكاتب بشكل موارب إلى أسباب تعمق التماهي بين إسرائيل واليهود، فيغفل تداعيات اعتماد التعريف الموسع للتحالف الدولي لإحياء ذكرى “الهولوكوست ” رسميا في عدد كبير من الدول الغربية الذي أدى الى التماهي حد التطابق بين اليهوديه والصهيونية وإسرائيل . وساوى قانونيا بين معاداة السامية وبين انتقاد الجرائم الصهيونية والاسرائيلية . والذي بدأت تداعياته تطال عموم اليهود . ولا تستثني من الاتهام والتجريم اليهود المناهضين لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي .

ويحاول الكاتب – كسواه من المعارضين الإسرائيليين ، وإن تمايز عنهم قليلا بالنسبة للتأثير السلبي للاحتلال – . قصر المسؤولية في السلوك الإجرامي الإسرائيلي على الائتلاف الحاكم /الكابوس / وليس على النظام الاستعماري الاستيطاني الصهيوني العنصري ، بغض النظر عمن يتولى الحكم . والذي يشكل بقاءه خطرا على الفلسطينيين واليهود على السواء ، وعلى الإقليم والعالم أجمع.

ولعل أهم ما تضمنه المقال يكمن في الفصل بين مسؤولية الإسرائيليين / وليس الائتلاف الحاكم فقط / عن الجرائم التي ترتكبها حكوماتهم . وعدم مسؤولية باقي اليهود / غير الإسرائيلين / .

ورغم أن الكاتب يأمل الخلاص من خلال إخضاع الإئتلاف الحاكم للمساءلة والمحاسبة الجنائية. إلا أنه يغفل أن خلاص اليهود عموما ، ويهود إسرائيل خصوصا، يكمن فقط في هزيمة العقيدة الاستعمارية الاستيطانية الصهيونية العنصرية وتفكيك البنية العنصرية للنظام. وإلغاء دوره الوظيفي/ الامبريالي .

ويشكل حراك اليهود المتنامي في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ضد حرب الإباده والتطهير العرقي والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، بداية واعدة للتحرر اليهودي من الصهيونية. يؤمل أن ينضم إليه يهود إسرائيل لتجنيب الفلسطينيين والإسرائيلين مزيدا من الحروب والدمار

وفيما يلي ترجمة للمقال:

نتنياهو وائتلافه : الكابوس “أعداء السامية الجدد”

إن العلاقات بين إسرائيل ومعاداة السامية هي نموذج للعلاقات المتناقضة الناجحة التي تخدم كلا الجانبين بكفاءة.

إن إسرائيل، بأفعالها، توفر الوقود الحيوي لمعاداة السامية. وفي المقابل، توفر معاداة السامية لإسرائيل مجموعة من الأعذار لأفعالها، وتساعد في تغذية جنون العظمة والهستيريا لدى الإسرائيليين، وهو أمر حيوي للغاية لترويض المواطنين والحفاظ على الحكومة الفاسدة.

ومن أجل تعزيز فائدة معاداة السامية للأجيال القادمة، قررت الدولة الفتية – دون سلطة أو إذن، بغطرسة وحماقة – أن تجعل دولة إسرائيل والشعب اليهودي بأكمله متماثلين تماما، وبالتالي جعل الشعب اليهودي طرفا في جميع أفعالها.

كانت معاداة السامية “القديمة” تكره اليهود لكونهم يهودا. لقتلهم ابن الله، لخبزهم الماتزوت بالدم المسيحي، لكونهم متآمرين وجشعين، يخفون قرونهم وذيولهم تحت طليتهم.

لكن المعاداة للسامية، ظلت متواضعة وكانت لسنوات خارج القانون في معظم دول العالم – حيث تم تعريفها وملاحقتها كجريمة، وإجبارها على الاكتفاء بتخريب شواهد القبور، والكتابة على الجدران التي تحض على الكراهية، وترديد شعارات عنصرية، ومضايقة شخص يرتدي زيا يهوديا مثل الكيلان أو تزيتزيت يدل عليه .

لكن لا تخف أبدا – اكتشف نتنياهو موخرا “معاداة جديدة للسامية ” . وأبلغ الأمة بذلك بعد الإعلان عن مذكرة الاعتقال الدولية المحتملة بحقه.

ومن باب التغيير، فهو على حق هذه المرة. نعم، هناك معاداة جديدة للسامية. ولكن الأمر لا يتعلق بحرم الجامعات،أو بالاحتجاجات أو بوسائل الإعلام العالمية أو بلاهاي.

معاداة السامية الجديدة تنبع من مكتبه الخاص. من نتنياهو نفسه، وفي ائتلافه الكابوس. من بن جفير وسموترتش إلى ستروك، ومن ليفين إلى كارهي، ومن أمسالم إلى إلياهو. هؤلاء هم الذين توجه أفعالهم المزيد والمزيد من الضربات، وتسبب المزيد والمزيد من المشاكل، وتشوه سمعة الشعب اليهودي بأكمله بشكل متزايد. إنهم هم الأعداد الجدد للسامية.

تتلقى إسرائيل حاليا كدولة، نفس المعاملة التي تلقتها فرنسا بشأن الجزائر، والأميركيين بشأن فيتنام، والبيض في جنوب إفريقيا بشأن الفصل العنصري، وروسيا بشأن أوكرانيا (والقائمة تطول).

تعرضوا جميعا للمظاهرات والاحتجاجات والجامعات المضطربة والصحافة الناقدة والإدانات والمقاطعات. وبأفعالهم، حصلوا بصدق على كل هذه الأشياء. وعندما توقفت هذه الأفعال، صمتت الأصوات الغاضبة أيضا.

عندما تتصرف إسرائيل بعنف، فإنها لا تعاني من كل عواقب أفعالها. وبفضل “أعداء السامية الجديد”، يُنظر إلى الشعب اليهودي بأكمله على أنه طرف في جرائمها ويدفع الثمن.

لكن “الشعب اليهودي” لم يقتل 35 ألف شخص، ولم يجوع جموعا من الناس، ولم يدمر المستشفيات، ولم يهدم المدن، ويقتلع الملايين من منازلهم.

“اليهود” لم يفعلوا كل هذه الأشياء. لقد فعل ذلك الإسرائيليون. الإسرائيليون فقط.

كما أدى تضخيم أعداء السامية الجدد “الحق في الدفاع عن النفس” ، إلى أبعاد وحشية يُسمح فيها بكل شيء، لقد وسعوا “الحق في تعريف الذات” إلى مستوى إمبراطورية مفترسة، ظلوا يمارسون فيها طغيانا دمويا لعقود من الزمن.

هل يفعلون هذه الأشياء، والشعب اليهودي بأكمله هو المسؤول ؟ معاداة السامية الكلاسيكية !

وهم في أفعالهم يشوهون سمعة اليهود كما لم يتم التشهير بهم من قبل، ويحملونهم المسؤولية عن أعمال إجرامية لم يرتكبوها أبدا، ويعرضون حياتهم وروتينهم للخطر، ويلطخونهم بوصمة عار مظلمة ستستغرق سنوات عديدة لإزالتها .

دعونا نأمل أن يتم القبض على الائتلاف الكابوس بالفعل.

دعونا نأمل أن تتم محاكمتهم على أفعالهم. ودعونا نأمل أن يتمكن الشعب اليهودي أخيرا من انتشال نفسه بحيث لا يعود حبيس هؤلاء الأعداء الجدد للسامية .

المصدر: هآرتس

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *