نتنياهو لم يفكك المشتركة

نتنياهو فكك المشتركة . هذه قصة يرويها الاعلام العبري وبعضنا يكررها. لو ما كان نتنياهو موجود ما تفككت ؟ من فككها بالمرة الأولى في ربيع 2019 ?  من فكك المشتركة هي المشتركة ذاتها  وتتحمل المسؤولية مركباتها الأربعة :  عدم إدارة الاختلافات السياسية والاجتماعية( واقعة المثليين والطحينة  كمثال)  وفقدان برنامج العمل الجماعي منذ ولدت في2015 وطغيان النجومية وقلة خبرة كثيرين من قادتها وخيبة الأمل الكبيرة  الناجمة عن انقلاب غانتس عليها) رفعها سقف  التوقعات منها بعد نجاحها الكبير ) الخ.

الحركة الإسلامية الجنوبية (بصرف النظر  ان اتفقت معها او عارضتها  ) منذ دخلت الكنيست في 1996  وهي تبدي البراغماتية والوسطية … فغداة فوز نتنياهو على بيرس قال النائب عنها عبد المالك دهامشة : مستعدون للتعاون مع حكومة نتنياهو  بهذا الشكل او ذاك بحال لبت مطالب المجتمع العربي. ولاحقا في 1998 تغيب دهامشة ونواب العربية الموحدة عن اجتماع للكنيست للمصادقة على الميزانية مقابل إلغاء ضريبة الأملاك  وغيره.  وجاء هذا بعد خمس سنوات ع تجربة دعم خارجي لحكومة رابين من قبل الجبهة والحزب الديموقراطي العربي لتأمين المصادقة ع اتفاق اوسلو. ولاحقا تكررت تجربة مماثلة بدعم نواب القائمة الموحدة وغيرهم لقرار شارون بالانسحاب من غزة عام 2005.

اصلا  كان مؤسس الحركة الراحل عبد الله نمر درويش قد أسس لهذه الرؤية  البراغماتية بقوله منذ عقود  وبعدما خرج من السجن ( بعد اعتقاله في قضية أسرة الجهاد ) إن المواطنين العرب في إسرائيل يعيشون في ” بطن الحوت “.  ليس مفهوما ضمنا ان يعمل الإسلامي والشيوعي والقومي والوطني في اطار سياسي واحد ويحتاج لتدابير وصمامات امان للبقاء موحدين ضمن التعددية وهذه مفقودة. أما وقد وصلنا لهنا فالمخرج الحقيقي الوحيد : قائمتان تلتزمان بنقاش محترم مع اتفاق فائض أصوات على أمل أن تحصلان منفردتين أكثر مما يحصله مجموع الكتل الأربع وهذا تلمح له استطلاعات رأي. اما التراشق والطعن والتحريض فنتيجته واحدة : غرق جماعي…وتكرار تجربة ربيع 2019.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *