ناجي العلي الريشة التي لم تنفذ بريشها !

ليست القرابة وحدها التي جمعتني مع ابن قريتي الشجرة ناجي العلي، جمعتنا المهنة، وبعض السياسة، وسخرية بالوارثة كنا نتجاذب أطرافها في اللقاءات الكثيرة التي جمعتنا وأحيانا فرّقتنا بين بيروت والكويت وقبرص ولندن.
وان كانت بيروت التي كان لها نصيب ” السبع ” وليس الأسد التي جمعتني مع ناجي في “السبعينيات”، وهي المرحلة الذهبية في مسيرة ناجي الذي جعل من صباح جريدة السفير اللبنانية صباحا عربيا يقرأ السفير من صفحتها الأخيرة، ويرى المواطن العربي وجهه في “قفى “طفل ناجي” حنظلة” الذي يدير ظهره لهذه الأمّة لترى صورتها فيه.
في بيروت؛ لم يكن منزلي يبعد عن مبني جريدة السفير في ” نزلة ” السارولا ” كثيرًا، وبحكم الجوار صار ناجي هو من يحدد ماذا نطبخ على الغداء ، فهو مقيم في صيدا ويعمل في بيروت ، وبحكم القرابة ” المكانية ” والعائلية صار “بيتي” في بيروت ” بيتنا ” ، وفي هذا الـ ” بيتنا ” لي حكايات طويلة مع ناجي ماتزال تقفز من الذاكرة من حين لآخر .
وان كنا عائلة مشاكسة بالوارثة ، فقد تقاسمت أنا وناجي هذه المشاكسة عن طيب خاطر ، ولم أكن أدري ان هذه المشاكسة ستطلق الرصاص على ناجي في شوارع لندن بعد سنوات من افتراقنا سافر خلالها ناجي الى الكويت وبعدها الى لندن .
كنت في قبرص عندما اغتيل ناجي ، وكان جاري في بيتي بقبرص شقيق زوجة ناجي الزميل أحمد نصر ” ابو نبيل “
كنا نسكن في نفس الدور من بناية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حين اتصلت زوجة ناجي بشقيقها ، وأخبرته عن الحادث ، ليعيد الجوار مع ناجي جواره من جديد في قبرص هذه المرة ولكن بغياب ناجي.
لم ينج ناجي من ريشته التي لم يستطع أحد نتف ريشها الا بالقتل!
من قتل ناجي العلي ؟
لعل الاجابة أكثر وجعا من موت ناجي ، وان كانت بلاغة الصمت أكثر فصاحة من ثرثرة الكلام ، ألوك صمتي هذا الصباح في ذكرى اغتيال ناجي .. الريشة التي لم تنفذ بريشها !
ناجي هو ضميرنا الذي رفض أن يكون ضميرا مستترا كما فعلنا نحن مع الأسف!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *