حياة الانسان قصيرة مهما طالت، ولديه فرصة واحدة ليعيشها. والوقت هو الثروة الوحيدة التي يمتلكها، وهو وحده المسؤول عن كيفية استثمارها.

جميعنا يمتلك حلما لتغيير العالم، لكننا نتناسى أننا حتى نفعل، يجب أولا أن نغير أنفسنا.

ولن نستطيع ذلك إلا إذا توقفنا عن الاعتقاد بأننا دائماً على حق، ولم نعد نخشى المجاهرة بأننا قد ارتكبنا أخطاء.

فما لم نغير طريقة تفكيرنا، ونجري مراجعة نقدية جادة لتجربتنا الفلسطينية -بما لها وما عليها -لن نتمكن من إيجاد الحلول لمشكلات الحاضر التي يتعذر مواجهتها بذات العقلية والتفكير الذي اعتدناه عند صنعها. ولن تجدي مواصلة التذرع بمسؤولية الخارج ولوم الآخرين وحدهم على التسبب بالنكبات التي حلت بنا، وما تزال، وتبرئة الذات.

وبالنظر إلى أنني أنتمي إلى جيل المخضرمين الذين أمضوا العمر في تحسس الطريق للنهوض وتحرير فلسطين، دون أن نتمكن حتى من الاقتراب من أهدافنا، على الرغم من التضحيات الجسيمة لشعبنا الفلسطيني داخل الوطن وفي المنافي على مدى أكثر من قرن.

فلا شك أنه يتحتم علينا البحث والتمحيص في الأسباب الذاتية للإخفاق على الصعد كافة: الرؤى والمناهج   والآليات والسلوكيات، وتحكيم العقل والضمير والإبقاء على مساءلة النفس عن أوجه القصور على الدوام.

لقد ارتأيت المشاركة بحصاد تجربتي المهنية التي تواصلت لنحو خمسة عقود، والتي تلخصها عشرات الأبحاث والدراسات والمقالات في الاقتصاد والسياسة والإدارة.  وأضفت إليها ترجمات غير رسمية لبعض المقالات والتقارير ذات العلاقة بالصراع مع المشروع الصهيوني.

وسعيت لإتاحة نتاج هذا الجهد المتواضع تباعا للمهتمين عبر الموقع الإلكتروني الشخصي الذي أنشأته. فقد يسهم في التعريف بالمنظومة التي شكلت وقائع الحاضر، وقد يساعد في التعرف على العوامل الذاتية والموضوعية ومسؤولية كل منها عن تشكله، ويساعد، بذلك، الساعين الكثر لاستشراف أوجه التغيير الذاتي المستحق فكرا وسلوكا، لتوفير موجبات النهوض والتأسيس لمستقبل أفضل.

عنوان الموقع : https://ghaniamalhees.com

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *