موجز عن أعمال الورشة النقاشية الثالثة لـ “ملتقى فلسطين” إعادة بناء البيت الفلسطيني ـ منظمة التحرير الفلسطينية

تشهد الساحة الفلسطينية عديدا من اللقاءات والمبادرات التي ترمي لمراجعة التجربة الوطنية الفلسطينية، بعد كل الإخفاقات الحاصلة، وعلى ضوء الأزمة المستفحلة التي تعيشها، كأزمة الشرعية والانقسام وتهميش منظمة التحرير. ويتميز بين هذه المبادرات “ملتقى فلسطين”، أولا، باعتباره يضم شخصيات فلسطينية من مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني، في تأكيد منه على وحدة الشعب والقضية والأرض. وثانيا، لأنه يركز على استقطاب قطاعات استبعدت أو ابتعدت عن المشاركة في صياغة القرار الفلسطيني من كتاب ومثقفين وأكاديميين وفنانين ونشطاء سياسيين، بسبب هيمنة الفصائل. وثالثا، لتأكيده على أهمية مراجعة التجربة الوطنية الفلسطينية، بطريقة نقدية ومسؤولة بمالها وما عليها.

في هذا الإطار عقد “ملتقى فلسطين” ورشة نقاشية، في اليومين الماضيين (في إسطنبول)، حضرها: د. إبراهيم فريحات، أحمد أبو رتيمة، أحمد الشنطي، د. أسعد غانم، د. جمال نسيبة، حنان العاروري، د. خالد الحروب، د. سري نسيبة، سعاد قطناني، د. عبد الحميد صيام، عبد القادر فايز، د. عبير كايد، عوني المشني، ماجد كيالي، محسن أبو رمضان، محمد إبراهيم، د. كامل الحواش، علما إنها الثالثة من نوعها منذ تشكيل الملتقى في نيسان/أبريل (2018).

وقد تركزت نقاشات الورشة حول كيفية إعادة بناء منظمة التحرير، مع ملاحظة الإشكاليات المتمثلة بـ، أولا، خصخصة السياسة في الساحة الفلسطينية، وضرورة كسر احتكار العمل السياسي. ثانيا، الخروج من إسار الكوتا، وترسيخ فكرة الدائرة الواحدة والتمثيل النسبي، ثالثا، تأكيد الانطلاق من فكرة الملتقى الأساسية بخصوص أن أي كيان جامع للشعب الفلسطيني، وخاصة منظمة التحرير يفترض أن تمثل كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، لأن القول إن الشعب الفلسطيني واحد، أينما كان، يفترض أن ينعكس في الكيان السياسي الوطني الجامع، وفي الرؤية السياسة الجامعة،

طبعا طرحت عديد من المسائل المتعلقة، أولا، بواقع الشعب الفلسطيني والإشكاليات الناجمة عن غياب إقليم موحد، والخضوع لدول أو لأنظمة قانونية مختلفة. وثانيا، وجود واقع من أولويات مختلفة، وهو ما يفتح على مخاطر تفكيك مفهوم وحدة الشعب الفلسطيني. وثالثا، حالة التحول من حركة تحرر إلى سلطة تحت سلطة الاحتلال، بحيث بات شعبنا تحت سلطتين، شهدنا خلالها، أن شعبنا في الضفة وغزة، قبل قيام السلطة، كان أكثر قوة ووحدة وتحررا في مواجهة إسرائيل منه بعد قيام تلك السلطة. مع ملاحظة أن وجود السلطة تصعب العمل لاستنهاض الوضع الفلسطيني، مع وجود كتلة شعبية مرتبة بها، ومع ارتهاناتها لعملية التسوية. في الإطار تمت مناقشة كيفية التأثير على الشعب، وطرح رؤى جديدة لاستنهاضه، وفي كل المداولات جرى التأكيد على اعتبار شعبنا في فلسطين التاريخية (48) كجزء من أية عملية سياسية، وكممل في أي كيان سياسي جمعي للشعب الفلسطيني.

أيضا ناقش المشاركون اقتراح الدعوة لعقد نوع من ملتقى أو منبر وطني لجهة استنهاض الساحة الفلسطينية، للإجابة على سؤال إلى أين من هنا؟ أو وماذا بعد؟ أو على السؤال المتعلق بكيفية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية؟

أيضا ناقش المشاركون سبل تفعيل وتطوير دور الملتقى والتشبيك مع المبادرات الأخرى.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *