من كتابي ” ناس من فلسطين “

علاء أبو دياب …

القدس حين ” تجهش ” بالضحك

بين كهولتي وشباب هذا الشاب الوسيم رفقة المنفى السويدي الأشقر .. وابتسامة فلسطينية نتقاسمها على ضفاف البلطيق ، وحمى الحنين لصباح القدس حين يشرق من كعك القدس مرشوشا بالسمسم ..

وبين نعاس مدينة تداعب كسلها الاسكندنافي في جنوب السويد جمعتنا عصمة العاصمة التي تطل على بلادها من فوق جبال الخليل بين موت البحر الميت والحياة في زرقة المتوسط ..

مرات عديدة التقيت مع علاء في مالمو .. ووزعنا على مقاهيها ضحكنا الفلسطيني الذي تفسده الترجمة .. الضحك والوطن صعب ان يترجم ..

علاء أبو دياب خفة الدم الفلسطينية التي غابت عنا في خفة الهتاف في ثقافة الموت التي تورطنا ” على القدس رايحين شهداء بالملايين ” …

لهذا الشاب الوسيم مهارة السخرية في النكتة الذكية وثقافة واسعة تطيح بكرنفال التهريج السمج الذي تغص به وسائل التواصل الاجتماعي .. علاء أبو دياب كوميديا متميزة جديرة بطعمها المقدسي وعصمة عاصمتنا من السطحية والابتذال ..

لهذا الشاب القادم من عنفوان ” سلوان ” موهبة مميزة ومختلفة في صناعة ابتسامة ناصعة لفلسطين التي هي كم بحاجة لها بين مستشفى الولادة ومقبرة الشهداء .. بين أسير وسفير ..بين جرافة وشجرة زيتون .. بين القبة الحديدية وقبة الصخرة .. بين الجدار العازل والخط الأخضر بين جنين وسخنين ..بين الناصرة وبيت لحم …ضحكة فلسطينية توحد بلادها التي فرقتها جلافة السياسة وفصائل متصارعة بين غزة ورام الله تختلف على فلسطين وتتفق على الصراف الآلي !

علاء أبو دياب هو اليوم يوزع ضحكة العاصمة بين رام الله وحيفا في فلسطين واحدة موحدة ” تجهش ” فيها القدس بالضحك .

وبين كهولتي وشباب هذا الشاب الوسيم هي فلسطين التي يضحك صباحها في كعك القدس الذي يهرهر عنه السمسم كما أسوارها التي هرهرت عنها الغزاة .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *