من طرائف أبي
كان والدي يقطن في “الحمة” وهي منطقة تشتهر بالمياه الكبريتية والمعدنية ، وكان رحمه الله صيادا ماهرا للسمك ، وايضا صيادا بريا ، يذهب واصحابه للبراري لصيد الارانب والخنازير وغيرها ، وذات يوم تمكن من صيد خنزير صغير ، جهزه وأصحابه للشواء .
كانوا مجموعة جلهم يأكلون لحم الخنزير ، الا بدوي كان يرافقهم للمساعدة بمقابل .
وضعوا اللحم على نار الحطب واخذ دخان الشواء يعم المكان على ضفاف نهر الاردن من الجهة السورية ، رائحة اللحم اسالت لعاب ذاك البدوي ، لكن لحم الخنزير محرم ولا يمكنه حتى تذوقه ، ولكي يحتال على الامر وحيث ان الجوع ورائحة الشواء غلبته ، طلب من أبي ان يضع لقمة لحم في فمه قائلا له :” ازقرلي لقمة في فمي يا أبو خليل ، وهكذا لن المس لحم الخنزير “، وليس عليَّ حرج ، ضحك أبي واصحابه واشفق على الرجل و ” زقر” له اول لقمة ،فطالبه البدوي بالمزيد ، هنا ضحك أبي وقال له : ازقرلك ؟ وكيف سآكل ؟ لا تتحايل على الله ان اردت فكل ، وان لم ترد انت حر .
هنا مد البدوي يديه الاثنتين وتناول من اللحم الكثير ، أكل وحمد الله ونام .
ومن يومها صارت كلمة ” ازقرلي ” ، وتلفظ القاف كما الجيم المصرية ، مثلا وكلمة سر نتداولها فيما بيننا حين نرى البعض يتحايل على الدين وفق شهواته .
#الحمّة أو حمّة طبريا هي قرية فلسطينية تقع عند ملتقى الحدود السورية-الأردنية-الفلسطينية، في جنوب هضبة الجولان، بالقرب من مصب نهر اليرموك، كانت القرية مبينة على شريط ضيق من الأرض في وادي اليرموك وترتفع المنحدرات إلى الشمال والجنوب منها، ولذلك سميت باسم حمة اليرموك، وهي على ارتفاع 150 مترًا تحت سطح البحر. كان فيها محطة من محطات قطار سكة الحديد التي كانت تربط حيفا بسكة الحجاز عبر قرية سمخ في الطرف الجنوبي لبحيرة طبريا. توجد في المكان ينابيع ساخنة معدنية، ولذا سميت المنطقة باسم الحمة. من ينابيعها: عين المقلى، عين البلسم، عين الريح، عين الساخنة، وعين بولس والأخيرة مياهها عذبة.