من حاجز قلنديا العسكري
لن يستطيع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني هزيمة هذا الشعب، رغم كل محاولات العزل والتفتيت وخلق واقع عنصري على الأرض …
أقول هذا وأنا أشاهد لساعات أفواج الناس تعبر حاجز قلنديا العسكري في اتجاه القدس، للصلاة في المسجد الأقصى …
لم يكن اليوم عادياً عابراً بل كان يختصر نبض هذا الشعب في صورة مكثفة وأكثر بلاغة من كل الشعارات الباهتة حول اعتياد القضبان ورتابة الوقت حول الأسلاك الشائكة …
رأيت رجالاً ونساء بأعمار مختلفة وأطفالاً وصِبيَة وفتياناً وفتيات قادمين من مختلف أنحاء الضفة الفلسطينية المحتلة، يهبطون من الحافالات القادمة من المدن والقرى والمخيمات بإصرار كأنه طوفان بشري مقدس …
وفيما كان سائقو الحافلات على جانبي الطريق، ينتظرون عودة الناس من المسجد الأقصى، كان الوقت يتخذ صورة حية لإرادة صابرة رغم القيود …
قيل إن أكثر من مائتي ألف مُصلّّ وصلوا اليوم إلى القدس لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك …
لم يكن حاجز قلنديا الوحيد الذي يرصد هذا المشهد بكل كانت كل الحواجز المؤدية إلى القدس رغم تعقيدات المرور التي لم يُخفها عمداً جنود الاحتلال …
إن تأمل هذا الإصرار العفوي والصلب في وجوه الجميع، يبدد كل أوهام الهزيمة …
ويدفع دمعاً خفياً نحو مآق الكبرياء …
إنه الشعب الفلسطيني، عصي على الهزيمة، عصي على الاستسلام …