من أجل نظرية سياسية جديدة للعرب الفلسطينيين في إسرائيل
مهما يكن السجال حول تصريحات منصور عباس البائسة التي صفّق لها الجمهور اليهودي كثيرا في مؤتمر غلوبس (إجابة على سؤال محسوب ـ يعني متفق عليه) إنّما يؤكّد على ما تبيّناه من مدة غير قصيرة وهي أن العرب الفلسطينيين في إسرائيل بحاجة ماسة إلى نظرية سياسيّة جديدة.
ليس خطاب الموحّدة وحده واصطفافها مع مؤسسة الأبرتهايد هنا، بل كل ما يجري على جبهة التخطيط والتنظيم من هدم وسياسات تضييق وتغريم الأقليّات ـ وفق قانون كمينتس ـ وانتهاك الحقّ في تطوّر طبيعيّ على أرض هي الوطن، يدخل في هذا الإطار،
وكذلك تفشّي الجريمة وظواهر التفكّك وانسحاب الدولة كلّيا من حياة المجتمع العربي فيما يتصل بأمنه وأمانه، وكذلك الفشل الاقتصادي المزمن المتجسّد بعدم القُدرة على استثمار أموال حكومية مرصودة أو استقدام أخرى من لدن القطاع الخاص، ومواصلة السلطات المحليّة بتدوير الخسارة الاستراتيجية الكُبرى في حياة العرب الفلسطينيين هنا، وفشل جهاز التعليم وتراجع الثقافة والرياضة والاجتماع ـ كلّها تدخل في الإطار نفسه، عندما تتحوّل بلدات أقليّة أصلانية إلى بلدات تفجّر سكانيّ جراء سياسات محدّدة نعرفها جميعًا، عندما تشرّع الأكثرية في المجتمع الوافد/المهاجر قوانين وإجراء تعديلات تقصد قمع هذه الأقليّة وتضييق خُطاها،
في هذه الظروف لا تنفعنا علاقات شخصيّة ولا مراهنات على نظام سياسيّ تغيّر تمامًا للأسوأ ضدّنا، ما ينفع كنقطة بداية من جديد هو استحداث نظريّة سياسيّة جديدة تغيّر من فرضيات العمل و”الحلول” وتؤسّس لمرحلة أخرى. هناك حاجة لوقف النزف المستمرّ وإهدار وجودنا في “سياسة” تقلّصت إلى حدود “المدنيّ” و”اليومي” وصار نجمها منصور عباس.
علينا أن نبدأ من نُقطة ما مثلًا: 1. من التركيز على فرضية أننا شعب بعد أن أخذوا منّا في قانون القومية المواطنة. 2. إننا قادرون على تطوير نوع من الإرادة الجامعة من خلال مؤتمر عام (العودة إلى الناس). 3. أن نعي نحن ولا نخاف من قوتنا كطرف في الصراع قادر على انتاج السياسة وليس استهلاكها “يد ثانية”! 4. وجودنا هنا يسبق الدولة اليهودية وينطوي على حقوق جماعية قومية تاريخية وليس مدنية فحسب ـ أمر بسيط يفهمه أو لا يفهمه بعض عربنا لكنهم يتنازلون عنه باسم واقعية أو لأنهم ذوّتوا القهر وغابوا في عروة السيّد. 5. فرضية العمل السياسي هي أن “الدولة اليهودية” التي نشأت هنا هي نظام استعماري.