ورقة “ملتقى فلسطين”: نحو رؤية وطنية فلسطينية جديدة
يحتاج شعبنا، بعد مسيرته النضالية الطويلة، وخصوصا منذ انطلاق حركته الوطنية المعاصرة قبل ما يزيد عن نصف قرن، الى رؤية وطنية جديدة، تقترن بها خيارات كفاحية جديدة؛ رؤية وطنية جديدة توازن بين معطيات الواقع الراهن والطموح، كما بين الممكن والمرغوب؛ رؤية وطنية جديدة تأخذ بالاعتبار بصورة جدية التحديات الجديدة، على المستويين الداخلي والخارجي، والردود اللازمة أو الواجبة.تقوم الرؤية الوطنية الجديدة على الأسس والمبادئ التالية:
1-الهدف النهائي: ما نطمح إليه ونناضل من أجله، نحن الفلسطينيون داخل حدود فلسطين وخارجها، هو حل دائم للقضية الفلسطينية من جميع جوانبها، حل يقوم على قيم ومبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان وتقرير المصير والمواطنة الديمقراطية؛ حل يقوم على التطابق بين الشعب والأرض والقضية الوطنية؛ وحل فيه تصحيح للظلم الذي وقع منذ نكبة 48, كما فيه احترام للهوية والرواية الوطنيتين.
2-وفي تصورنا أن مثل هذا الحل الشامل والدائم يجب أن يتأسس على مبدا الحقوق المتساوية، الفردية والوطنية بين جميع الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود. علما بان حل الدولتين “الكلاسيكي” (والذي وجد خير تعبير له في المبادرة العربية لعام 2002) قد تآكل، أساسا بسبب الاستيطان وجدار الفصل العنصري والممارسات والإجراءات الإسرائيلية الأخرى، خاصة في مدينة القدس.
3-وبناء عليه، نرفض أي حل دائم لاي جزء/تجمع من الشعب الفلسطيني إذا كان على حساب جزء/تجمع أخر. كما نرفض أي حل جزئي أو مرحلي/انتقالي لا يرتبط بتصور ملزم ومتفق عليه مسبقا لحل عادل ودائم حسب المواصفات المذكورة.
4-علما بان تحقيق الهدف النهائي المنشود يتطلب نضالا طويلا وشاقا ومكلفا للتخلص من الطابع الاقتلاعي/الاحلالي، والاحتلالي/ الاستيطاني/، والاقصائي/ العنصري لإسرائيل: نضالا يجب أن يبرز من خلاله التفوق الأخلاقي/ الحقوقي للفلسطينيين، سكان البلاد الأصليين، ونضالا بالوسائل المشروعة حسب القانون الدولي، وعلى راسها المقاومة الشعبية السلمية. هذا مع التأكيد على أن هناك وجها أخر لهذا النضال يتمثل بالعمل الجدي والدؤوب لتنمية وتمكين الفلسطينيين في المواقع المختلفة، تعزيز صمودهم وصون وحدتهم. كما يتمثل بإعادة بناء الأطر القيادية الفلسطينية الجامعة، وفي مقدمتها م.ت.ف.، على أسس قويمة، ديمقراطية وتشاركية وكفاحية، لتتمكن من قيادة النضال مجددا من اجل العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني.
5- وفي هذا الصدد، فان النضال الجدي والفعال لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه يتطلب الفصل الوظيفي، الإداري والقانوني، بين السلطة و م.ت.ف. في الضفة، والسلطة وحماس في غزة، بحيث تتفرغ الأولى (أي السلطة)، وبعد إعادة شرعنتها بالانتخابات التشريعية والرئاسية، لتقديم الخدمات لشعبنا في كل من الضفة وغزة، وتنمية مؤسساته العامة وتعزيز صموده، بينما تستأنف الثانية (أي م.ت.ف.) ، وبعد إعادة بنائها، دورها في قيادة النضال مجددا من اجل العودة والحرية والاستقلال، وذلك الى جانب رعاية شؤون الفلسطينيين والعمل على تعزيز وحدتهم وفي مختلف تجمعاتهم، خاصة في بلدان اللجوء والشتات.
6- وفي جميع الأحوال، يجب أن تؤخذ خصوصيات كل تجمع فلسطيني بعين الاعتبار، وبصورة جدية، بحيث يختار كل تجمع وسائل النضال التي تتلاءم مع وضعه السياسي/القانوني.
7-هذا مع التأكيد على أن نضال شعبنا من اجل حقوقه المشروعة هو جزء من نضال امتنا العربية، ونضال شعوب العالم، من اجل الحرية والاستقلال والعدالة والديمقراطية والتنمية المستدامة في مختلف المجالات.
وفي هذا الصدد، نطالب المجتمع الدولي بالخروج عن موقفه الصامت أو اللامبالي إزاء تنكر إسرائيل للحقوق المشروعة لشعبنا، لا سيما تلك التي وردت في قرارات الأمم المتحدة، وعمل ما يلزم لتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الوطنية المذكورة.
(هذه الورقة نتاج مناقشات جرت بين المشاركين في “ملتقى فلسطين”، في لقاءات مباشرة وفي حوارات في ورشتي عمل (2018 ـ 2019) وفي صفحة واتس اب..هذه ورقة مفتوحة للنقاش، لنقدها وتطويرها واغنائها)
- يمكن الاطلاع عليها بصيغة بي دي اف ايضا في الرابط https://www.palestineforum.net/wp-content/uploads/2020/06/%D8%A7%D9%94%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%89-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86…-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%B1%D9%88%D9%94%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D9%A1.pdf