ملاحظات ليوم السبت
ـ فرار السجناء الستّة من سجن جلبواع شكّلت حالة أبعد بكثير من فرار سجناء ـ وهو أمر طبيعيّ خاصة في حالة صراع قومي. فقد تفجّرت الطاقات الإبداعيّة ـ رسومات وملصقات وكلمات وأعمال فنّية كثيرة أنتجها الشعب ببناته وأبنائه. بينما ظلّت القيادات الفلسطينية كلّها دون استثناء رابضة في مواقعها لا تحرّك ساكنًا. حتى الكلام الذي أنتجته الحالة عندها ظلّ مائعًا وخنوعًا. قيادة ليست على مستوى شعبها.
ـ حالة الفرار التي لا تزال مفاعيلها حاضرة كشفت بطلان الرواية الإسرائيلية المتبجّحة والمتغطرسة ولكنها كشفت أيضا غياب قيادة فلسطينية تحمل الحدث وتطير معه إلى إعادة مسألة فلسطين كتقرير مصير لشعب ونضالات وتضحيات لأجل قضيّة وحقّ مشروع وحافظت على الهدوء وأسهمت بقسطها في تغييب الأهمّ وحصر الأمر في حادثة!
ـ شاب وصبيّة من عائلة الكُرد حملا قضية فلسطين من خلال حالة الشيخ جرّاح وفجّرا دوائر نقاش وسجال على مستوى عالمي. وسفير فلسطين في لندن الصديق حسام زملط ـ واحد وحيد أحدث خلخلة في الرأي العام البريطاني بجهده وحكمته ـ كيف لا تستطيع “سلطة وطنية” أن تكون بهذا الذلّ والخنوع ولا تأتي بحرفٍ ولا بأي خطوة في الحرب الكلامية وسجال الروايات؟
ـ قياداتنا هنا ليست محرّرة من هذا الكلام. ولا أقصد “الموحّدة” لأنها ذهبت عميقًا في التعاون المكشوف مع حالة استعماريّة بل أقصد “المشتركة” وسواها ـ أنتم أيضا فشلتم في الامتحان و”اتفاق أم الفحم” حول بناء الوحدات السكنية لا يغيّر من المعادلة ـ أنتم أيضا مطالبون على الأقلّ بتنظيم مجتمعنا وإعادة بناء المشتركة وتوسيع بنيانها واستثمار الكفاءات والمهارات والقدرات الكامنة في هذا المجتمع.