ملاحظات توجيهيه حتى لا يحمل النقب أكثر من طاقته
الأولى: ما يحصل في النقب ليست ثورة بل هبات جماهيرية وفردية كردة فعل لممارسات أبشع استعمار احلالي.. نقول هبات قد يتراجع زخمها إلى حد موسمية العمل بسبب عدم تنظيم الحركة الجماهيرية وتطوير عملها.
ثانياً: هنالك تفاوت بين المواقع والقرى في مستوى الوعي الوطني والاستعداد للانخراط في فعل المقاومة المدنية اللاعنفية او حتى تحمل أن تكون على أرضها او في حيزها..
ثالثاً: النقب اليوم في أضعف مراحل قدرته على المواجهة بسبب غياب وحدته والانقسام العمودي والافقي الذي سببه انخراط الموحدة وعباس في الحكومة.. فعاليات يوم الأرض اليوم في النقب عكست خطورة هذا الانقسام.
رابعاً: العمود الفقري للحراك الاجتماعي في كل المجتمعات الممثل في النخب وشريحة الوسط شبه معطل لنجاح سياسة الدولة في دمجهم الفردي عبر التوظيف وخلق حاله من المرتزقة الوظيفية وبذلك منع نقل هذه الشريحة من مرحلة كونها شريحة في ذاتها وخلاصها فردي إلى شريحة من أجل ذاتها موحدة ترى في الحراك الاجتماعي والخلاص الجماعي مصلحة عليا لها وعليه تختار طريق المثقف المشتبك الذي يعمل على تغيير الواقع.
وهنا لا بد من التنويه ان هذه الشريحة في تراكم كمي متسارع قد تطول مرحلة كونها شريحة في ذاتها وخيارها للخلاص الفردي. مع هذا الحتمية التاريخية للتطور تؤكد انها ستنتقل في مرحلة تاريخية قادمة نقلة نوعية لتصبح العمود الفقري القوي للحراك والتحول الاجتماعي والتحرري.
خامساً: منذ هبة سعوة الاخيرة وقبلها تركز المخابرات والشاباك على ارهاب الناس وضرب سيرورة تطوير الهبة الى حالة نهوض جماهيري وذلك من خلال الاعتقالات الواسعة والملاحقات والتحقيقات التي طالت عشرات الشباب والصبايا والقيادات المتمرسة خصوصاً بعد عملية بئر السبع الأخيرة .. نعم الوضع في النقب أقرب إلى حالة الحكم العسكري من أي وقت مضى وقد نالوا مرحلياً من معنويات كثير من الناس..
سادساً: تكوين المليشيات المسلحة اليهودية والفاشية وصبها الزيت على النار بمهاجمة العرب تحت عيون قوى الأمن قد يقود البدو أهل الكرامة والعزة إلى بناء خلايا وتنظيمات سرية للدفاع عن أهلهم وقد تعمل هذه الخلايا كجماعات وأفراد.
سابعاً: القيادة في النقب لم تستخلص الدروس والعبر من هبة “برافر” لتمكين الشباب من القيادة ونفس المسلكية ما زالت تنتهجها بعد هبة سعوه. والأخطر من كل هذا أن الشباب نفسهم لا يثقون في القيادات المتنفذة ولا يرون في مركزة العمل وهرميته أدات نضال فاعلة وملائمة لمواجهة سطوة المخابرات وملاحقة الشاباك في هذه المرحلة.
ثامناً: ما زالت اخطر جبهة على الاطلاق الأعلام وبلورة الرأي العام ضعيفه وغير منظمه ومؤثرة وليست بمستوى تحديات شيطنة الاعلام الاسرائيلي لعرب النقب وفضح هذا الاستعمار الاقتلاعي عالمياً.
في سعوه اليوم:
في فعالية يوم الأرض بقرية سعوه حضر أهل الشمال وكانوا رفعة راس بأعلامهم وزيتونهم وغاب أهل النقب. وهذا أكبر تعبيراً عن انقسامهم.
مع هذا من القلة التي حظرت من النقب كان هؤلاء الأطفال الملثمون، رسالة المستقبل ، يزرعون الزيتون ومعهم مرشد وملهم طريق النضال ابوهم جدهم محمد بركه رئيس لجنة المتابعة..