مكتب منسق الشؤون الإنسانية: كل شيء في غزة ينفد… الإمدادات والوقت والحياة

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تقريره اليومي حول الأوضاع في غزة، مشيرًا إلى خطورة الوضع الإنساني المتدهور في القطاع. وجاء في التقرير: “القصف المتواصل وأوامر التهجير اليومية، إلى جانب الحصار المستمر على دخول البضائع، والمنع الممنهج للتحرك الإنساني، تؤدي إلى تأثير مدمر على سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة”.

وحذر التقرير من أن كل شيء في غزة ينفد: الإمدادات، الوقت، والحياة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المساحات التي يمكن للعائلات البقاء فيها تتقلص يوميًا بسبب أوامر التهجير الإسرائيلية المستمرة، لا سيما بعد إطلاق صواريخ من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية.

وأضاف التقرير أن هذه الأوامر باتت تشمل 17% من مساحة القطاع، أي ما يقارب 61 كيلومترًا مربعًا. وفي غضون أسبوع واحد فقط، نزح ما لا يقل عن 142,000 شخص، مع توقعات بارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة. وأكد مكتب “أوتشا” أن كل موجة نزوح تعني فقدان آلاف الأشخاص لمساكنهم، بالإضافة إلى حرمانهم من الضروريات الأساسية كالغذاء، المياه، والرعاية الصحية.

وأشار التقرير إلى أن هؤلاء السكان لا يملكون أي وسائل تقريبًا للتكيف مع النزوح المتكرر، في ظل إغلاق جميع المعابر، وانقطاع تدفق البضائع، وتدهور الوضع الأمني بشكل خطير. كما أوضح أن أكثر من 20 مركزًا لعلاج سوء التغذية قد أُغلق منذ 18 مارس، إلى جانب إغلاق مساحة آمنة واحدة على الأقل مخصصة للنساء والفتيات، نتيجة أوامر التهجير وانعدام الأمن.

وأضاف التقرير أن إغلاق إسرائيل لحركة البضائع على جميع المعابر المؤدية إلى غزة دخل أسبوعه الرابع، ما أدى إلى تراجع حاد في المخزونات الطبية، وغاز الطهي، والوقود اللازم لتشغيل المخابز وسيارات الإسعاف. كما تشهد الأسعار ارتفاعًا كبيرًا، في حين يتم ترشيد الإمدادات الإنسانية. ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن المعدات الطبية الأساسية لحديثي الولادة، مثل الحاضنات وأجهزة الموجات فوق الصوتية ومضخات الأكسجين، لا تزال عالقة عند حدود غزة.

وأفاد مكتب “أوتشا” بأن القوات الإسرائيلية وسعت نطاق عملياتها داخل القطاع، مما يستلزم حصول المنظمات الإنسانية على تنسيق مسبق لتحركاتها، وهو ما يتم رفضه بشكل روتيني. وأوضح أنه بين 18 و24 مارس، تم منع 40 من أصل 50 حركة مساعدات منسقة – أي بنسبة 82%. وفي 24 مارس وحده، تم رفض نصف طلبات التحركات المنسقة للأمم المتحدة.

وحذر التقرير من أن منع وصول المساعدات الإنسانية يعني فعليًا حرمان السكان من الإمدادات الأساسية، مثل الوقود اللازم لتشغيل المخابز.

إعادة احتلال غزة؟

وردًا على ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز حول خطط الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة وتوليه مسؤولية إيصال المساعدات الإنسانية لمنع وصولها إلى حماس، سُئل دوجاريك عن موقف الأمم المتحدة من هذه الخطط المحتملة. فأجاب: “هذه مجرد افتراضات. ما يمكنني قوله هو أننا لا نريد العودة إلى الوراء. لقد كان هناك وقف لإطلاق النار، وتم إطلاق سراح الرهائن، وعاد الأسرى إلى ذويهم، وتدفقت المساعدات الإنسانية. هذه هي النتيجة التي نسعى للوصول إليها، وليس العودة إلى مشاهد الصراع المفتوح”.

تقليص عدد الموظفين الدوليين

وفيما يتعلق بتقليص عدد الموظفين الدوليين العاملين في غزة، أوضح دوجاريك: “لم يتم سحب المزيد من الموظفين الدوليين، لكن هناك تقليصًا في العدد، إذ يبلغ إجمالي الموظفين الدوليين حوالي 100 شخص، مقارنة بـ 13,000 موظف محلي، معظمهم فلسطينيون من غزة، يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية رغم المخاطر الجسيمة التي تهدد حياتهم وحياة عائلاتهم”.

الاعتداء على المخرج حمدان بلال

وردًا على سؤال من “القدس العربي” حول تعرض حمدان بلال، المخرج المشارك في الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار “لا أرض أخرى”، للضرب على يد المستوطنين ثم اختطافه من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء نقله في سيارة إسعاف، أكد دوجاريك: “نعم، نحن على علم بالحادثة، وإن لم أكن مخطئًا، فقد تم الإفراج عنه. كما أننا كنا صريحين جدا في إدانة العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية”.

عن القدس العربي

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *