مقاطعة في المونديال…

احتفى البعض بردة فعل الجمهور العربي تجاه الاعلام الإسرائيلي، في مونديال كأس العالم بقطر. حيث رفض الجمهور إجراء مقابلات مع هذا الإعلام، بل وقام العديد منهم بالهتاف لفلسطين.
لا شك بأن هذه ظاهرة ايجابية، تؤشر على أن الجزء الأكبر من الشعوب رافض للتطبيع، ومحب لفلسطين…
لكن السؤال هنا: هل إسرائيل حريصة في الوقت الحالي على تقبل الشعوب العربية لها!!!
في ظني انها لا تسعى لذلك، وأن الاستراتيجية الإسرائيلية تنقسم إلى شقين:
الشق الأول: التطبيع مع الأنظمة عبر اتفاقيات أمنية وسياسة واقتصادية، مع الحرص على توفير بيئة غير داعمة لأي فعالية مناهضة لإسرائيل (في الدول المطبعة)، سواء أكانت اعلامية أو تربوية (مناهج مدرسية وخطب مسجدية)، أو على مستوى الدعم المادي للقضية الفلسطينية.
الشق الثاني: على صعيد الشعوب، ومع تولد اليأس عند الإسرائيليين من إمكانية التطبيع معها، (نتيجة التجربة الفاشلة في دول كمصر)، توجهت الآلة الإسرائيلية نحو تعميق الفجوة بين الشعوب العربية والقضية الفلسطينية، بمعنى “إن لم نستطع الحصول على “حبهم” فلنجعلهم “يكرهون” اعدائنا، أو على الأقل لا يتعاطفوا معهم”، وفي هذه الحالة الأعداء هم الفلسطينيين ومن يمثلهم.
ربما هذا يفسر الهجوم المبرمج في بعض وسائل الإعلام العربية على المقاااومة الفلسطينية، وأحيانا “القيادة الفلسطينية” الرسمية، فكل ذلك يصب في خانة تعميق الفجوة مع القضية الفلسطينية، ويساهم في تحقيق الاستراتيجية الإسرائيلية.