مفهوم النصر…
ما هو مفهوم النصر عند الإسرائيليين؟
في العقود الأولى من عمر إسرائيل كان التحدي الأمني نابعاً من الجيوش، ثمّ تطور التهديد الأمني الذي قادته “م.ت.ف” على شكل حرب عصابات، ولينتقل بعدها الفعل إلى داخل فلسطين على يد فصائل المق/اومة….
بعد حرب أكتوبر 1973 توصلت إسرائيل إلى قناعة مفادها أنّه لا ضامن للنصر الكلي، فرغم أنّ إسرائيل قوية استراتيجيا وعسكريا فإنّ النصر الكلي عصي عن المنال إلى الأبد ، فبدأت بإضافة عناصر جديدة لاستراتيجيتها على ضوء المتغيرات على الأرض وخوضها مواجهة مع تنظيمات وليس مع دول، بدأت بإعادة تعريف مفهوم النصر، حيث توجد ثلاثة مفاهيم للنصر :
1)النصر الكامل: ويعني القضاء بشكل نهائي على الخصم والمليشيات التابعة له والقضاء على مطالبهم السياسية “مثال: البيرو وجماعة الدرب الساطع”.
2)النصر المؤقت: ويعني أنّ نشاط المقاومة سيتجدد بعد فترة زمنية “مثال: تجربة شارون في السبعينيات في غزّة حيث عادت المق/اومة بعد 15 عاماً”.
3)النصر الكافي: هذا النصر لا يوفر سنين من الهدوء بقدر ما يحقق هدوءاً مكبوتاً من خلال استثمار جهود مستمرة للحفاظ عليه، المق/اومة لم يتم تدميرها لكن يتم احتواؤها في حدها الأدنى، بحيث لا تعاود الإنفجار مرة أخرى “مثال: حملة السّور الواقي في الضّفّة”. النصر المؤقت والنصر الكافي لا يوفران حلاً للصّراعات الأيدلوجية المسلّحة، فما دام هنالك نواة للعناصر المسلّحة فإنّها ستجدد نشاطها، كما أنّ الجهود العسكرية لا يتوقع منها أن تحل مشكلة ذات أبعاد تاريخية فهذا النوع من الصّراعات يُحلّ عبر حل سياسي.
في الحرب التي تشنها إسرائيل ضدّ المق/اومة الفلسطينية في قطاع غزة، حلّ مصطلح النصر الكافي محلّ النصر الكامل…
بعد خوض إسرائيل عدة مواجهات عسكرية مع الفصائل الفلسطينية المقاومة ومن ضمنها حماس توصلت إلى نتيجة مفادها أنّه لا يمكن تحقيق نصر كامل، لذلك سعت إلى تحقيق مفهوم النصر الكافي الذي يوفر فترة زمنية من الهدوء الأمني، ويرمم قدرة الردع….
في ظني وبعد المواجهة الحالية… حتى تحقيق مفهوم النصر الكافي أصبح مشكوك فيه في الوعي الجمعي الإسرائيلي.