مغارة القديس إيليا في حيفا
هناك كنيسة صغيرة تقع على مسافة عدة دقائق من بيتي ولكني قلما زرتها. فانا لست ممن اعتاد زيارة الكنائس للصلاة، وحتى خلال زياراتي لها كنت اخرج بعد فترة قصيرة لامتلائها الدائم بالسائحين.
فالكنيسة تقع داخل دير مار الياس (سوف أكتب عنه في منشور آخر) على قمة جبل الكرمل في حيفا، وخُصصت للقديسة مريم العذراء.
صادفت فترة الكورونا مع دراستي لموضوع الفن المعماري في مختلف العصور، فحالفني الحظ لزيارة الكنيسة حيث خلت من الزائرين، ما عدى عائلة مع طفلين، راح أحدهم يركض بفرح بين المقاعد الخالية، بينما حاولت والدته تهدئته، وتمنيت بداخلي ان يُبقي على تصرفه العفوي والصادق.
داخل الكنيسة مغارة للقديس إيليا، او بلغتنا نحن أهل البلاد، مار إلياس، وبها تمثال للقديس ويعتبر مزاراً عالمياً.
عندما دخلت المكان ورفعت رأسي نحو الأعلى اكتسيت بجمال التصميم للكنيسة التي بُنيت عام 1836 على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة. ثم زُين داخلها على شكله الحالي في عام 1926 ثم 1987، على يد رهبان فنانين، بلوحات رائعة تزين قبتها والقسم الأعلى منها.
فالكنيسة هي على شكل دائري داخل شكل رباعي، قصد مصممها أن تكون كذلك وكأنها جوهرة داخل صندوق. ثم فُتح الشكل الدائري لتخرج منه مساحات تنتهي بالجدران المربعة، زُينت بالرخام الملون وعُلقت على جدرانها الإيقونات.
يستقبل الزائر للكنيسة في واجهتها تمثال للقديسة مريم تحمل طفلها، كان قد نُحت من أرز لبنان في بداية القرن العشرين، وأمامه واجهة مزخرفة بتماثيل للملائكة.
خرجت من الكنيسة بشعور أنه ما زال أمامي اكتشاف المزيد مما يحيط بي وقد أهملته بفعل الروتين واكتشفته بفعل الجائحة.