مع المقاومة والمساءلة
كلنا مع المقاومة الفلسطينية في الصراع القائم مع العدو الصهيوني، لكن المقاومة يجب ان تكون مدروسة ومنظمة وتحدد اهدافها في كل مرحلة نضالية وتدرس جيدا الزمان والمكان التي تقوم فيه.
الصواريخ التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية من غزة في هذا الوقت بالذات وفي معركة الشيخ جراح بالذات !
– إذا احسنا الظن نقول انها لم تفيد المقدسيين،
– وإذا نظرنا بحيادية نقول انها غطت على قضية المقدسيين ونضالهم الشعبي السلمي الذي بدأ بتحريك العالم.
– واذا اسأنا الظن نقول انها سرقت جهود المقدسيين واضاعتها .
هذا لا يعني دعوة لها بأن تتوقف، بالطبع لا بل ان المطلوب الان الصمود والتصدي أكثر مادام المعركة قد بدأت .
لكن سوف تنفض الحرب غبارها وسوف نكتشف لاحقاً حجم الخسائر وحجم التدمير وعدد الشهداء والجرحى وحجم خسائر العدو وردة فعله وطبيعة المعادلات السياسية التي تفرضها هذه المعركة ونتائجها، بالتالي سوف يتم تقييم بشكل اكبر مدى صحة قرار المقاومة بادخال السلاح في هذه المرحلة من عدمه.
وفي حال كان القرار خاطئ وغير مفيد سوف يدرك الجميع حجم الكارثة التي حلت بشعبنا وحجم الهدر المجاني لطاقات وقدرات المقاومة ومدى فعاليتها حين تكون رهن قرارات عفوية انفعالية، وسوف يعرف الجميع قيمة واهمية اعطاء النضال الشعبي السلمي فرصته الكاملة لتحقيق اهدافه كما هو الحال في حي الشيخ جراح ، ومتى واين يمكن استخدام السلاح ومتى واين يكون السلاح مفيدا ومدافعا عن شعبه وكيف يمكن لردة فعل انفعالية وعصبية ان تهدر جهود المقاومة وتحول السلاح الى نقمة على شعبه.
هذا الكلام لن يعجب احدا والناس في قمة انفعالها وقمة غضبها، خاصة مع هذه الانتفاضات الفيسبوكية المزلزلة بالبوستات والصور والادعية والشعارات الجيفارية الثورية التي تنطلق من خلف الشاشات ومع فنجان قهوة بدون سكر وعلبة دخان ، لكن ربما المقدسيون اصحاب القضية التي نعيشها الآن سيكون لهم رأي اخر.
هذه المعركة ( وبرأيي الشخصي البحت ) ما كان لها ان تقام الان وكان يجب ان يبقى النضال شعبي سلمي في القدس، وكان يجب على المقاومة ان لا تنساق الى معركة في وقت لم تحدده هي ما دامت ليست مجبره او مكرهة على هكذا معركة، بل عليها ان تدخر جهودها وقدراتها لوقت يكون فيه العمل العسكري اكثر جدوى وأكثر فعالية ويمكن استثماره بما يخدم القضية الفلسطينية، لا ان يغير مسار النضال الشعبي ويحوله الى صراع مسلح في وقت غير وقته فيضيع جهود كل المقدسيين.
بالنهاية النصر لشعبنا وللمقاومة الفلسطينية في معركتها الحالية ضد العدو، والايام القادمة سوف تكشف مدى صحة قرارها من عدمه وعليه تكون المحاسبة والمساءلة .