معاداة الفلسطينيين Anti-Palestinianism  درس سموطريتش


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

كلما أصبح التعصب الإسرائيلي المعادي للفلسطينيين أكثر رسوخاً، أصر المدافعون عن إسرائيل على اعتبار نقد السياسات الإسرائيلية جزء من “معاداة للسامية”.

يتضمن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية، والذي تبنته 31 حكومة، ووزارات التعليم والدولة في الولايات المتحدة، وأكثر من 200 بلدية وعدد من الولايات والجامعات والمنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة من بين أمثلة عديدة عن “نوعية” الإجراءات ” المعادية للسامية ” والتي تنص على أن الادعاء بأن وجود دولة إسرائيل كدولة هو إجراء ومسعى عنصري”. وهذا تناقض صارخ في الطريقة التي تسعى بها مزاعم معاداة السامية إسكات الإشارات إلى حالات القمع والاضطهاد “القومي” الذي يتعرض له الفلسطينيين. وبموجب التعريف الأكثر انتشاراً لمعاداة السامية في العالم، يكون الفلسطيني الذي يصف إسرائيل بالتعصب شخص مذنب ومدان بالتعصب الأعمى ضد اليهود. بل يتعدى الأمر ذلك حين يتحول “حق الدفاع عن النفس” إلى سلوك شيطاني مليء بـ “الخسة والدناءة”، فيتم وصف المقاومة هناك على أنها دليل بأن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع إرهابيين, فيتم تجريمها إذا ما حاولت الدفاع عن نفسها، مثلما يستعرض، قبل عدة أعوام، النائب الجمهوري [السابق] عن ولاية كاليفورنيا في الكونغرس “دانا روراباتشر Dana Rohrabacher ” رؤيته ذات البعد الواحد للصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني” : ” يتحمل المتطرفون من رجال حماس، القابضين على الزناد و الممتلئين بالكراهية [يقصد إسرائيل واليهود] الذين يطلقوا الصواريخ هم (وليس الطيارين الإسرائيليين) مسؤولية الفوضى المروعة التي نراها وتعيشها غزة.. ألا يعلم هؤلاء أن الانتقام منهم والدمار الذي سيلحق بذويهم وأهلهم قادم إليهم لا محالة؟ لقد أعمتهم الكراهية عن إدراك قوة إسرائيل التي تفوق قوتهم بأضعاف كثيرة. لذا نراهم يطلقون صواريخهم ثم يهرعون خلف نسائهم يختبؤون من الانتقام الإسرائيلي ويحتمون بالأطفال والمدنيين لكا خسة ودناءة” ( للمزيد انظر، JAN. 8, 2009. https://www.latimes.com/…/tn-dpt-xpm-2009-01-08-dpt…) وهذا غيض من فيض تصريحات مشابهة تمتلئ بها مواقع الإنترنت للجهات الداعمة لإسرائيل في “حقها في الدفاع عن نفسها” مما يجعل من الصعب التمييز بين الضحية والمذنب أو حتى الاعتراف على أقل تقدير بأن ليس كل الفلسطينيون حماس أو “إرهابيين” والاستمرار في عملية التشويه المتعمدة لجوهر الصراع وهيمنة منطق ملتوٍ يفسر ويحوّل أي شكل من أشكال مقاومة إسرائيل وآلتها العسكرية “سواء كان عنف أم لا” إلى عمل إرهابي.

يفقد المرء الأرضية الأخلاقية التي تربى عليها حين يفاضل بين درجات “العداء” التي تميز أو تخص شعب أو فئة من المجتمع دون غيرها. و إذا كانت، اليوم، “معاداة السامية” فشلاً أخلاقياً في الغرب، لأسباب تاريخية معروفة، فمن اللافت للنظر عدم الاهتمام بانتشار ظاهرة معاداة الفلسطينيين، وإذا كان “الحل الغربي” لمعاداة السامية نشأ عنه “دولة يهودية” مثقلة بالمجازات القومية واللاهوتية. فماذا يمكن أن يقدم حل معاداة الفلسطينيين؟ لعل الجواب على هذا السؤال هو ما يمنع الغرب من إيلاء أهمية لظاهرة معاداة الفلسطينيين

يجب إدانة أشكال التعصب كافة ، سواء أكانت المجموعة المستهدفة قوية أم ضعيفة. لكن يجب أن يكون هناك اهتمام خاص بعواقب التعصب ضد الضعفاء ، لأن تلك العواقب ستكون أشد خطورة. لا يمكن تبرير معاداة السامية على الإطلاق ، ويجب ذكرها عند العثور عليها. لكن الحساسية غير الكافية لمعاداة الفلسطينيين ، في ظل الظروف الحالية، وباستخدام ذات كلمات تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية، تعتبر خطيئة كبيرة لمن يزعمون أنهم مهتمون بالمضامين والعواقب الحقيقية للتحيز والتعصب الأعمى.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: محمود الصباغ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *