مصطفى كامل وهرتزل
يكتب هرتزل في مذكراته عن لقائه في فيينا في ربيع ١٨٩٧ مع مصطفى كامل زعيم الحركة الوطنية المصري في أواخر القرن التاسع عشر والتي كانت تطالب بإستقلال مصر الانطباعات التالية:
“المبعوث المصري، مصطفى كامل، والذي تواجد هنا من قبل، جاء لزيارتي ثانية. هو في زيارة تهدف الى حشد الدعم للشعب المصري الذي يريد التخلص من سيطرة الانجليز. هذا الجنتلمان الشرقي يترك انطباعا ممتازا: متعلم، انيق، يعبر عن نفسه بطلاقة. لا شك انه سيلعب دورا في سياسة الشرق وربما نلتقيه هناك.
ثم يتابع هرتزل بوصف فيه الكثير من التهكم التاريخي قائلا:
“سليل الذين استعبدونا في مصر يشكي المعاناة من العبودية، وقدره يسوقه الي، انا اليهودي، الذي يريد مني الدعم في الصحافة.
اعتقد انه من الافضل لقضيتنا ان تترك انجلترا مصر، رغم اني لم اقل له هذا الرأي، لكن هذا يعني ان الانجليز سيحتاجون طريقا بديلا الى الهند … فلسطين عندها ستكون الحل لانقاذهم – خط سكة حديد من يافا الى الخليج الفارسي
من المهم الاشارة الى ان مصطفى كامل الذي اسس الحزب الوطني في مصر كان عمره ٢٣ سنة في ذلك اللقاء، وكان يتقن الفرنسية، ونادى بفكرة الجامعة الاسلامية والتخلص من الاستعمار البريطاني. توفي في ريعان شبابه، ٣٤ عاما، سنة ١٩٠٨. لقاؤه مع هرتزل ليس له اي دلالات سياسية ذات علاقة بالمشروع الصهيوني، فقد كان هرتزل رئيس تحرير اهم الصحف النمساوية التي تصدر بالالمانية وهي Neue Freie Presse في فيينا، وكثير من السياسيين يعرضون قضاياهم عليه بهدف تأييدها.
في ايامنا هذه، ماذا يعمل الشاب او الشابة في عمر ٢٣؟