مشروع الترجمة عند سليم تماري ومؤسسة الدراسات الفلسطينية
هناك اليوم في العالم العربي مشاريع ثقافية عديدة، وبالأخص على مستوى الترجمة، وهي مشاريع غنية بلا شك، وتتيح للقارىء مقاربات جديدة، مع ذلك، كلما طالعت كتب مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، أشعر بفرادة هذا المشروع. فالقائمون على هذه المؤسسة من امثال د. سليم تماري ، أدركوا أهمية التفاصيل في حياة المجتمعات، وادركوا ايضا ان الحديث عن التنوير والماركسية والحداثة او المقاومة لا يكفي ، دون ان تكون لنا ذكريات، ومعطيات، وثقافة، وتواريخ صغيرة، ويوميات..بدون ذلك ، كل الافكار التنويرية تبقى محل اهتمام ضيق، واحيانا غير مفهومة، وبدون تفاصيل حول مجتمعاتنا نبقى نحمل قضايا الغير وندافع عن تواريخ الاخرين وليس عن تاريخنا بالضرورة. وللاسف البعض يرى في مواضيع مثل الذاكرة وتسجيل تفاصيل الحياة اليومية وتغيراتها على صعيد الملابس والطعام والعادات والافراح ورجال الدين واسماء الاحياء والمدن والمحال وغيرها من الامور، اشياء ثانوية أو فلكلورية( بالمعنى السلبي) ، ولا تنفع لفهم ما يجري اليوم في العالم العربي، والاشكالية في هذه الرؤية، انها تعيد ذات الاخطاء التي فعلها الجيل السابق، والذي غرق في الادلجة والسياسة الحزبية اليومية، بدلاً من توثيق التفاصيل الصغيرة، وكانت النتيجة ولادة دول بلا ذاكرة مثل سوريا قبل 2011. وهنا لا اود أن يفهم من كلامي ، التأكيد أو عبادة المحلية والانشغال بتواريخنا فقط ، وانما القول ان العالمي وتأثيراته لا يمكن فهمه أحياناً دون معطيات من محيطنا