مزامير للوقت


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

الوقتُ رمّان منثور

درّاق يتدلّى من فوق السور

**

لأن الوقت شبّاك تُطلّ منه

الوجوهُ التي تحبّ

لأن الوقتَ حسابُ العلاقة بين

المصابيح وظلالها

لأن الوقتَ قمرٌ يقضي الليالي على الشرفة

مع ابنة الجيران

**

كلّما زارني صديقٌ

انتظر الوقت عند الباب

*

كلّما ركن الناسُ كلامَهم الطيّب

في زاوية ليلي

طابَ الوقتُ

ثمّ غنّى

*

الوقتُ

أصدقاءٌ يهلّون من كلّ جهات الكون إلى قلبك

ليشربوا

**

الوقتُ

حبيبتُك تقول كلامًا يُنجّيك

ابنتك تقولُ لكَ شكرًا على كلّ شيء

فتُبكيك

أخواتك الثلاث يحفظن اسمك من الأذى

أمّك تُدحرج نجمًا كبيرًا إلى صحنِ دارك

أخوك البكر يثبّت لك الكونّ كي تصعد

مُحبّوك يرشّون العطر على الطرقات

كي تمرّ

**

الوقتُ

مسافةٌ هشّة بين أصابعي

ولوحة المفاتيح

غيمة

زنابق بيضاء

حصادٌ

وفكرةٌ ترديك في المدى الفسيح

الوقتُ غيمة ماطرة

عسلٌ بريّ

عبّاد الشمسِ

وعصافير تطير من الخاصرة

**

أربعة أوسعُ من الوقت

الحبّ

الشغفُ

اللغةُ التي أنجبتكَ

وعيناكِ

**

الوقت وردة زرعتها امرأة

في ياقة القصيدة

الوقت انكشاف الحقيقة بين يديكَ

وانكسارُ العقيدة

الوقت قرية طالعة من الضباب

مناديل ملوّنة في بابِ السرّ

وجمرة في الكتاب

**

الوقت ضحكات الصبايا

حجلٌ في صدورهن

وجعٌ لذيذ

خدرٌ

وخلاخيل زمرّد في كعوبهنّ

**

الوقتُ وطنٌ

ومنفى

وأنت مقيمٌ ومُسافر

وعائدٌ ومُهاجر

**

الوقت مدينة مسوّرة

وأنا صانع المفاتيح

**

إن سرتَ فلا تنظر إلى ساعة يدِك

ولا تقرب المرايا

خُذ مسافةً بينَك وبين الوقتِ

واترك المفردات الخاليةِ

كي تصل

**

كلّما اتّسعت رؤاك

أطلق الوقت رجليه للريح

واتّضح المدى

فلا تقلّ هو الوقت سُدى

**

ينقص الوقتُ ونزيدُ نحن

**

الوقتُ

ظلالٌ ما تفعل

ما تحفر في الصخرِ

وما ترسُم علَى الرمل

وما تتركه على وجهِ الماء

**

لا بأس أن يهربَ الوقتُ منكَ

كما يهرب العطرُ من جسد امرأة

تُحبّك

أن يُفلتُ من بين يديكَ

كقبلةٍ عن نهد طائر

أن يكون كالرغبة تحضر ثم تغيب

ثم تحضر

كالشعرِ

لا بأس أن يمرّ

وأنت حرّ

**

أجمل ما في الوقت أنه ذاهبٌ

**

إذا جرى الوقتُ أبعدَ

سبقتُه إلى بائعةِ الوردِ

وإذا تلكّأ

نمتُ على ركبتيْه

**

في الكتابة يصير الوقتُ غزالًا،

وأنا

**

الوقتُ ذاكرَة

حجرٌ في الماءِ

رقصة الصوفيّ

وضحكة لامرأة فاجرة

**

في اللغة فائض من وقت للجميع

(آب 2022)

(اللوحة بعدسة الفنانة ديالا مداح)

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

مؤلف: مرزوق الحلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *