مرة اخرى: مشاركة/عدم مشاركة
هنالك موقف استراتيجي حازم لدى لبيد بإقصاء العرب من المظاهرات، وهذا موقفه الثابت قبل المظاهرات.
لبيد على قناعة بأن العرب يعطلون عليه وعلى صفوته الصهيونية وحتى الاشكنازية. وهو فعليا اقرب الى نتنياهو منه الى الجماهير العربية، وفي الموقف من دولة اسرائيل اقرب الى بن غفير وسموطريتش منه الى الجماهير العربية ومواقفها التي تجمع عليها لجنة المتابعة. باعتقادي انه نجح ومعه الاعلام العنصري بإقصاء جدول اعمال الجماهير العربية ودق اسفين المشاركة/عدم المشاركة وكأنها مسؤولية هذا الجمهور وليست وليدة موقفه الاستراتيجي ونهج المعارضة الاسرائيلية لحكومة نتنياهو – الصهيونية الدينية بأحزابها. لقد وقع البعض في هذا الفخ، لكن ليس الغالبية. الموقف من المظاهرات ومن المعارضة لا يمكن ان يكون براغماتيا، فلا معنى لموقف براغماتي من المعارضة، وكأنه افضل هذه العنصرية من تلك الفاشية، فلنبقِ مكانا لاخلاقيات السياسة.
عدم الانجرار وراء الاصوات الداعية الى الالقاء بوزننا جماهيريا في المظاهرات فيه اعادة اعتبار للسياسة وتحرير لها من نظريات التأثير على حساب الجوهر. ليست مشاركتنا ما تحمينا من الفاشية، بل معالجة نقاط ضعفنا على مستوى الاخزاب والحركات السياسية والهيئات والنخب، ضعفنا الجماعي هو اخطر تهديد علينا.
لا أقلل بأي شكل من خطر الفاشية الحاكمة على وجودنا وكياننا كجماهير وكشعب. وأتمنى ان تنجح المعارضة الاسرائيلية ومعها الضغط الدولي في إسقاط هذه الحكومة، وهو امر مستبعد، وقد تتغير تركيبة الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو. من يريد المشاركة فليقم بذلك ولا أحد يعترضه (ربما باستثناء لبيد وأتباع موقفه)، وفي حالات معينة قد تتقاطع الاحتجاجات، الا أن الادعاء بأنه اذا لم نشارك سوف يتوافقون في المعارضة والائتلاف على حسابنا هو غير دقيق، انهم متوافقون على حسابنا يشبكون فيما بينهم وتتشابك أياديهم ضد شعب فلسطين ومن صمنه نحن هنا في الداخل، إنهم متوافقون في كل حال ومن قانون القومية الى قانون سحب الجنسية والتطهير العرقي. دورنا مستقل عن نهج المعارضة الاسرائيلية، كلمتنا الجماعية ينبغي إسماعها على طريقتنا وعلى وتيرتنا وحسب اولوياتنا.
إن الرقابة الوصائية الاستعلائية التي حاول منظمو المظاهرات فرضها على كلمة ريم حزان القيادية في الجبهة والحزب الشيوعي في حيفا، هي دليل إضافي على أننا والمعارضة الاسرائيلية لسنا سيان، وكانت رسالتها الاهم انها رفضت الانصياع لإملاءاتهم.